كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

جعفر الطيار مثال الفداء والتضحية

  إنَّ في التاريخ الإسلامي رجالًا كان لهم أبلغ الأثر في الدفاع عن الإسلام منذ أيامه الأولى، ووقوفهم مع النبي الأكرم محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" والتضحية بالنفس والنفيس دونه، وقد خلَّد القرآن تلك المواقف العظيمة لهم؛ وفاء لصدقهم في العقيدة، فقال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا).
  وجعفر بن أبي طالب "عليه السلام" هو حقًّا من مصاديق هؤلاء الرجال الذين صدقوا في عهدهم، وصدقوا في عقيدتهم والتضحية دونها، فقد آمن بالإسلام منذ أيامه الأولى، فكان ثاني مسلم بعد أخيه الإمام كما يروى مطيعًا لقول أبيه أبي طالب بأنْ يصِل جناح ابن عمه، فحمل محنة وبلاء ولائه لله تعالى والإيمان برسوله، وظل يدافع عن تعاليم الله، وحمل لواءه ممثَّلًا عن النبي إلى الحبشة بعدما أصاب المسلمين أذًى كبيرًا من مشركي مكة؛ ليهيء مأوًى آمنًا لهم، وختم حياته الشريفة شهيدًا يوم مؤتة وجميع جوارحه تضحي في سبيل دين الله وعقيدته الخالصة.
 ختامًا .. 
للأسف فإنَّ المسلمين عامة لم يكونوا على قدر الوفاء لأولئك الرجال الأوفياء، الذين حملوا مشعل الإسلام، حيث لم تسمع عنه محاضرة إلا ما ندر؟!
ولم تقرأ عنه مقالًا إلا ما ندر؟!
ولم تر له حفلًا خاصًّا إلا ما ندر؟!
ولم تتغنَّ المنابر ببطولاته وعقيدته وولائه ومقامه وشرفه وتضحياته إلا ما ندر؟!
فهل هذا وفاء لمن حزن النبي لشهادته حزنًا شديدًا؟!
أم هذا وفاء لمن لبِّى نداء قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا منذ أنْ سمعت أذناه النداء؟!
هي دعوة وشقشقة لإعادة النظر في معنى الوفاء!! والسلام

خادم الثقلين 
يوم شهادة جعفر الطيار 
٦ جمادى الأولى ١٤٤٧هج 
٢٩-١٠-٢٠٢٥م

جعفر الطيار.jpg

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!