صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

سلاح الشيعة بين التحييد والتجريد -قراءة تاريخية موجزة- (٩)
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   تحدَّثنا في الحلقات الثمان السابقة عن المحاولات المتعددة للعدو بتحييد سلاح الشيعة في العراق ولبنان وإيران خاصة بأساليب متعددة استعمارية، أو عسكرية، أو سياسية، أو اقتصادية وغيرها، فالمهم هو تحييد هذه الطائفة من السلاح أو تجريدهم لآديولجيتهم المعهودة تجاه الصهيو@نية العالمية.
                  -١- 
 لقد علم ساسة الصهيو@نية العالمية ومفكروها وعملائهم وأتباعم، بل والمسلمون الآخرون من مذاهب العامة من العرب وغيرهم أنَّ عقيدة الشيعة تجاه الصهيو@نية واضحة وصريحة وقائمة على عدم الرضوخ مهما كان الثمن، وقد أثبتوا ذلك على مدى التاريخ الحديث والمعاصر؛ لأنهم ينتمون إلى مدرسة كربلاء وشعارها العظيم (هيهات منَّا الذلة)، وذئاب الغرب تريد تحقيق غايتها العظمى في إذلال المسلمين؛ ليكون سبيل السيطرة عليهم سهلًا أو يمكن ذلك بسهولة، فكان أنواع المكر والخديعة العالمية منهجهم في ذلك، حتى غَدت بلدان الحدود مع الكيان تشكو ذل الفقر والهوان وتعيش على المساعدات الصهيو@نية العالمية لإطعام شعوبها، والبلدان الأخرى تعيش همومًا أخرى غير ذلك، والخليج يعيش عالمه الخاص في الولاء المطلق لل..، وغيرهم من البلدان البعيدة لا تريد لأنفسها نار الصهيو@نية فهي بعيدة جغرافيًّا عن (قدس) المسلمين المحتل بفلسطين، أو بعيدة عقديًّا حقيقيًّا كذلك عنها!!

                -٢- 
 ولمَّا كان هذا حال المسلمين في عقيدتهم، والمستسلمين في واقعهم للغرب، وفي المقابل هناك طائفة كبيرة من المسلمين عقيدتها قائمة على زوال الكيااان، والعمل على ذلك، والدفاع عن القضية الفلسطينية وتحرير القدس منذ تأسيس الكيااان الغاصب، حيث الفتاوى والبيانات والمؤتمرات والمواقف والأموال والسلاح في دعم المجاهدين، وشعارهم مع هيهاتهم المعهودة (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة)، فهذه المصطلحات (الكرامة والشهادة) ترددها قلوبهم وألسنتهم، وتعمل عليها أفكارهم وعقولهم، وبرغم كل المحاولات لمحو هذه العقيدة من دون أي جدوى، فقد عمل صدام العراق ما عمل!! وفعل شاه إيران ما فعل!! وأدى الكيان في لبنان ما أدى!!

                  -٣- 
وبدأ الآن الصراع والتفكير الجديد تجاه الشيعة التي كانت السبب الأساس في تأخير المخطط الصهيو@ني العالمي بالتمدد من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى خارجها، وتحقيق دولتهم الكبرى المزعومة من (النيل إلى الفرات)، حيث كانت محاور المقاومة التي تتجدد بوجه الكيااان في جبهات كثيرة، وخصوصًا بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران، ووعي الأمة تجاه القضية المصيرية في المنطقة، والتي تجعل القوى الكبرى متواجدة فيها وطامعة، بل تؤسس لقواعد عسكرية لحفظ كيانهم اللقيط من أي اعتداء، وقد أدت القوى الشيعية، أو الدعم الشيعي الكبير لقوى المجاهدين الآخرين إلى إشغال الكيااان عن التفكير بالاستيطان الأكبر إلى الحفاظ على ما تم احتلاله، وكسر إرادتهم نوعًا ما، وتقهقرهم في حدود متعددة مثل سوريا ولبنان على مدى عقود كما يرى المتتبع للأحداث، على رغم تمدد الكيان جغرافيًّا في أماكن معينة بسبب القوة المادية والمعنوية العالمية الداعمة له، والقوى الإقليمية الخاضعة أو الخائفة من اسمه!!

                    -٤- 
لأجل كل ذلك وغيره من التحضيرات والاستعدادات المادية والمعنوية للشيعة ومرجعياتهم، كان لا بد من معاقبتهم، أو الانتقام منهم أشد الانتقام، وأولها عسكريًّا بضرب هذه الدول الشيعية ضربة قاسية تؤدي إلى القضاء عليهم أو ضعفهم وقد تم ذلك .. وثانيها بضربها سياسيًّا من خلال مخططات عالمية لمحاولة عزلهم عن القرار العالمي لصالحهم أو تحقيق أهدافهم وقد تم ذلك .. وثالثها بضربها اقتصاديا بحصار أو ديون أو تجميد أموالهم ومحاربة تجَّارهم وقد تم ذلك .. ورابعها بضربها اجتماعيًّا من خلال بث سمومهم وأفكارهم في المجتمع وخصوصًا عند شبابهم وقد تم ذلك .. وخامسها بضربها إعلاميًّا ومحاصرة الإعلام الشيعي عالميًّا بقنواتهم وصفحاتهم ومؤسساتهم وقد تم ذلك .. وسادسها بضربها فكريًّا وعقديًّا من خلال جهات تم دعمها لمواجهتهم والتشكيك بعقائدهم وقد تم ذلك .. وسابعها بضربها قوميًّا من خلال بث سموم التشكيك في انتماء الشيعة إلى الحضن العربي الحنون الدافئ وقد تم ذلك .. وثامنها ووو .. ولكن لم يتم القضاء عليهم لأنهم ينتمون إلى مدرسة كربلاء الإباء!!

 أخيرًا.. 
 إنَّ هذه المحاولات الصهيو@نية العالمية في تجريد سلاح الشيعة أو تحييده من أجل أنْ يحقق الكيان أحلامه في التمدد لدولتهم المزعومة قد ظهرت آثاره علانية، بعدما تمرُّ به المنطقة الإسلامية اليوم من تغييرات كبيرة، وخصوصًا انهيار سوريا وسقوط نظامها وجعلها ممرًّا خصبًا للكيان بالنظام الجديد لها، فقد آن الأوان الصهيو@ني العالمي بتجريد الشيعة من سلاحهم؛ لتحقيق أهدافهم التي تأخرت بسببهم مهما كان ثمن ذلك، ولا بد للشيعة من الاستعداد له .. (وللحديث تتمة في الحلقة الأخيرة القادمة) 

الأحد ٧ ربيع الأول ١٤٤٧هج


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/15



كتابة تعليق لموضوع : سلاح الشيعة بين التحييد والتجريد -قراءة تاريخية موجزة- (٩)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net