من فاجعة الطف إلى الذاكرة الجمعيّة: الأثر الممتد لجريمة تقوير رأس الإمام الحسين (عليه السلام) على مرتكبيها وذرياتهم "دراسة تاريخيّة تحليليّة"
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد السمناوي

المستخلص
تتناول هذه الدراسة الموجزة بالبحث والتحقيق بإحدى أفظع جرائم انتهاك الحرمات التي أعقبت استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف، وهي جريمة "تقوير" رأسه الشريف. لا يقف البحث عند حدود توثيق هذه الحادثة المروّعة فحسب، بل يهدف إلى تحليل أبعادها السياسية والرمزية، وتتبع أثرها الممتد في الذاكرة الإسلامية الجمعية. من خلال منهج تاريخي-تحليلي يعتمد على نقد وتدقيق المصادر، يثبت البحث أن هذه الجريمة لم تكن عملاً عشوائياً، بل كانت فعلاً مقصوداً يهدف إلى إرهاب العامة، ومحاولة يائسة لانتهاك القداسة النبوية المتجسدة في سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتستعرض الدراسة كيفية توثيق هذه الجريمة في مصادر تاريخية متعددة، ومتنوعة، مما يمنح الرواية مصداقية عالية، وتنتقل من تحليل دوافع الجريمة ومنفذيها -الأمر عبيد الله بن زياد، والمنفذ طارق بن المبارك- إلى تتبع الأثر الأهم وهو "العار التاريخي" الذي لحق بذرية المنفذ لقرون، كما تشهد بذلك قصائد الهجاء التي بقيت شاهدًا حيًا على أن الذاكرة الجمعية لا تنسى، ويخلص البحث إلى أن جريمة التقوير، رغم بشاعتها، قد ساهمت في ترسيخ مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) وعمّقت من رمزية رأسه الشريف كأيقونة للحق الذي لا يموت في مواجهة الطغيان.
الكلمات المفتاحية: تقوير، رأس الإمام الحسين، فاجعة الطف، الذاكرة الجمعية، العار التاريخي، عبيد الله بن زياد، طارق بن المبارك، سبط ابن الجوزي، انتهاك القداسة، المظلومية.
Abstract
This study investigates one of the most horrific acts of desecration following the martyrdom of Imam Hussein (AS) at the tragedy of al-Taff: the crime of "taqwīr" (hollowing out) of his sacred head. Moving beyond mere documentation, it analyzes the act's political and symbolic dimensions and its enduring impact on collective Islamic memory. Based on a historical-analytical approach to diverse primary sources, the research argues that this was a deliberate act of terror and a desecration of prophetic sanctity, not a random atrocity. The study traces the event from its command by Ubaydullah ibn Ziyad to its execution by Tariq ibn al-Mubarak, focusing on its most significant consequence: the "historical shame" that plagued the perpetrator's descendants for centuries, as evidenced in satirical poetry. The paper concludes that, paradoxically, the crime of "taqwīr" ultimately reinforced Imam Hussein's status as a symbol of grievous injustice (mazlumiyyah) and solidified his sacred head as an icon of immortal truth against tyranny.
Keywords: Taqwīr (Hollowing out), Head of Imam Hussein, Tragedy of al-Taff, Collective Memory, Historical Shame, Ubaydullah ibn Ziyad, Tariq ibn al-Mubarak, Sibt ibn al-Jawzi, Desecration of Sanctity, Mazlumiyyah (Grievous Injustice).
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين المعصومين، واللعنة الدائمة على أعدائهم ومنكري فضائلهم إلى يوم الدين.
إن الحديث عن واقعة الطف لا ينتهي عند لحظة استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، بل إن فصول المأساة الأكثر إيلامًا وكشفًا عن حقيقة المشروع الأموي قد بدأت بعد أن سكت صليل السيوف. من بين تلك الفصول المظلمة، يبرز حدثٌ بلغ من الفظاعة والبشاعة حدًا جعله علامة فارقة على مدى الانحطاط الأخلاقي والإنساني الذي وصل إليه طغاة ذلك العصر، ألا وهو جريمة "تقوير" الرأس الشريف لسيد شباب أهل الجنة.
أولاً: بيان الموضوع:
يتناول هذا البحث بالدراسة والتحقيق حادثة تقوير رأس الإمام الحسين (عليه السلام) بعد فصله عن جسده الطاهر. والتقوير، كما عرّفته معاجم اللغة والمصادر التاريخية، هو القطع بشكل مدوّر، وفي سياقنا هذا، كان يعني تجويف الرأس الشريف وتفريغه من محتوياته، في عملية بشعة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في انتهاك حرمة جسد من أجساد أولياء الله تعالى. إنها جريمة تتجاوز القتل الجسدي إلى محاولة قتل الرمزية، وإطفاء النور، ومحو القداسة.
ثانياً: إشكالية البحث:
لا تكمن إشكالية البحث في إثبات وقوع الجريمة بحد ذاتها، فقد تكفلت المصادر التاريخية الموثوقة بذلك. بل الإشكالية المحورية التي نسعى لمعالجتها هي: كيف تحولت هذه الجريمة النوعية، بما تحمله من تفاصيل صادمة، من مجرد حدث تاريخي إلى مكون أساسي في "الذاكرة الجمعية" الإسلامية، وما هي الآثار الاجتماعية والتاريخية الملموسة والممتدة التي ترتبت على مرتكبيها وذرياتهم؟ بمعنى آخر، كيف خلّد التاريخ هذه البشاعة كوصمة عار أبدية، وما هي دلالات هذا التخليد؟
ثالثاً: أهمية البحث:
1. يسلط البحث الضوء على جانب دقيق ومُهمَل نسبيًا في دراسات ما بعد واقعة الطف، مما يساهم في فهم أعمق لأساليب الإرهاب والتنكيل التي اتبعها الحكم الأموي.
2. يبرز البحث عمق مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) ويوضح كيف أن العداء لهم لم يكن سياسيًا فحسب، بل كان يستهدف جوهر قداستهم وارتباطهم بالرسالة النبوية.
3. يقدم البحث نموذجًا فريدًا لدراسة "الذاكرة الجمعية" و"العار الاجتماعي" وكيفية انتقالها عبر الأجيال، مما يجعله دراسة حالة قيمة في علم الاجتماع التاريخي.
رابعاً: أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى تحقيق ما يلي:
1. توثيق جريمة "تقوير" رأس الإمام الحسين (عليه السلام) بالاعتماد على المصادر التاريخية المعتبرة وتحليل رواياتها.
2. تحليل الدوافع السياسية والرمزية الكامنة وراء هذا الفعل الوحشي.
3. تتبع الأثر الاجتماعي للحادثة من خلال دراسة "وصمة العار" التي لحقت بمنفذ الجريمة ونسله.
4. بيان كيف ساهمت هذه الحادثة في تشكيل الوجدان الإنساني لدى المؤمن بقضية الإمام الحسين( عليه السلام) وتعميق رمزية "الرأس الشريف" في أدبيات الطف.
أولاً: تشريح الانتهاك المقدس: توثيق جريمة التقوير
لم تكن جريمة تقوير الرأس الشريف حدثًا عابرًا أو رواية ضعيفة، بل هي حقيقة مؤلمة تناقلتها أقلام مؤرخين كبار، بعضهم لا يُتهم بالتشيع، مما يضفي على الرواية قوة توثيقية لا يمكن إغفالها. إن تتبع تفاصيل هذه الجريمة يكشف عن منظومة متكاملة من الوحشية، تبدأ من رأس السلطة وتنتهي بيد المنفذ الشقي.
1.1. أمر الطاغية: عبيد الله بن زياد وإصدار الأمر
إن أول خيط في نسيج هذه الجريمة يمتد إلى الحاكم الأموي في الكوفة، عبيد الله بن زياد، الذي لم يكتفِ بقتل الإمام (عليه السلام)، بل أراد أن يجعل من رأسه الشريف أداة لترسيخ سلطته وبث الرعب في قلوب من قد يفكر في الثورة.
يذكر المؤرخ الكبير سبط ابن الجوزي (المتوفى 654 هـ)، وهو حنفي المذهب، في كتابه "تذكرة الخواص"، نقلاً عن كتاب "المقتل" لعبد الله بن عمرو الورّاق: "أنّه لمَّا حضر الرأس بين يدي ابن زياد أمَر حجّاماً فقال: قَوّره . فَقَوّره وأخرج لغاديده ونخاعه، وما حوله من اللحم". (المصدر: تذكرة الخواص – سبط ابن الجوزي / 233 منشورات الشريف الرضي).
هذا النص، على إيجازه، يحمل دلالات خطيرة. فالأمر صادر مباشرة من "ابن زياد"، مما يجعله المسؤول الأول عن هذه الجريمة النوعية. كما أن طلب "حجّام" لتنفيذ المهمة يكشف عن مدى الإذلال المقصود، حيث استُخدمت أدوات مهنة متواضعة لتنفيذ أبشع انتهاك ضد أقدس رأس.
ويؤكد هذه الرواية مؤرخون آخرون، منهم اليافعي الشافعي (المتوفى 768 هـ) الذي يضيف بعدًا مهمًا، وهو رد فعل الناس الأولي على هذا الأمر المروع: "و ذكروا مع ذلك ما يعظم من الزندقة والفجور ؛ و هو أنّ عبيدالله بن زياد (لعنه الله) أمر أن يُقوّر الرأس المشرّف المكرّم حتّى يُنصب في الرمح ، فتحامى الناس عن ذلك". (المصدر: مرآة الجنان وعبرة اليقظان / 273 لليافعي، نسخة برنامج الموسوعة الشعرية).
إن عبارة "فتحامى الناس عن ذلك" تمثل شهادة تاريخية بالغة الأهمية. فهي تكشف أنه حتى في مجتمع الكوفة الذي كان تحت قبضة ابن زياد الحديدية، وحتى بين جنوده الذين نفذوا جريمة القتل، كان هناك خط أحمر لم يجرؤ الكثيرون على تجاوزه. إن "تقوير" رأس حفيد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يُنظر إليه كعمل من "الزندقة والفجور" يتجاوز حدود القتال السياسي إلى الكفر الصريح. هذا التحامي يبرز الطبيعة الاستثنائية للجريمة، ويجعل من الشخص الذي أقدم عليها لاحقًا منبوذًا حتى بمقاييس عصره.
وقد ورد نفس المضمون عند القرطبي (المتوفى 671 هـ) في "التذكرة"، وابن الوزير (المتوفى 840 هـ) في "العواصم والقواصم"، والطيب بامخرمة الشافعي (المتوفى 947 هـ) في "قلادة النحر"، مما يشكل إجماعًا تاريخيًا من مدارس مختلفة على أصل الحادثة: أمرٌ صادر من ابن زياد، ورفضٌ مبدئي من العامة لشناعته.
1.2. يد الشقي: المنفّذ طارق بن المبارك
أمام رفض العامة و"تحاميهم" عن ارتكاب هذه الجريمة، كان لا بد من وجود شخص قد تجرد من كل معاني الإنسانية والدين ليقدم على هذا الفعل. وهنا، يظهر اسم "طارق بن المبارك"، الذي التصق اسمه بهذه الجريمة إلى الأبد.
يقول اليافعي في تتمة نصه السابق: "فقام من بين الناس رجلٌ يقالُ له : طارق بن المبارك ، بل هو ابن المشؤم المذموم ، فقوّره و نَصَبه بباب المسجد الجامع ، و خطب خطبةً لا يحلُّ ذكرها". (المصدر: مرآة الجنان وعبرة اليقظان / 273 لليافعي).
تحليل هذا النص يكشف عن الآتي:
هوية الفاعل: تم تحديده بالاسم "طارق بن المبارك"، وهو ما يتفق عليه معظم المؤرخين.
اللعنة الفورية: يضيف اليافعي من عنده تعليقًا لاذعًا "بل هو ابن المشؤم المذموم"، مما يعكس النظرة التاريخية السلبية جدًا تجاه هذا الرجل، وكيف أن اسمه "المبارك" أصبح نقيضًا لفعله المشؤوم.
اكتمال الجريمة: لم يكتفِ بالتقوير، بل "نصبه بباب المسجد الجامع"، مما يؤكد أن الهدف كان التشهير العلني واستخدام أقدس الأماكن (المسجد) كمسرح لأبشع الجرائم.
الخطبة المحرمة: الخطبة التي ألقاها والتي وصفها المؤرخون بأنها "لا يحل ذكرها" تشير إلى أنها كانت تحمل من الكفر والتجديف والشماتة بآل البيت (عليهم السلام) ما جعل المؤرخين يتحرجون حتى من نقله، وهذا بحد ذاته دليل على فظاعتها.
ويضيف شهاب الدين النويري (المتوفى 733 هـ) في "نهاية الأرب" تفصيلاً مهماً عن مهنة هذا الرجل، مما يتوافق مع رواية سبط ابن الجوزي الأولى: "إنه لمّا قُتل الحسين رضى الله عنه... طلب من يقوِّره فلم يجبه إلا طارق بن المبارك مولى بنى أمية، وكان حجّامًا، ففعل". (المصدر: نهاية الأرب في فنون الأدب ج20 ص476).
إن كونه "مولى بني أمية" يفسر جزءًا من دافعه، فهو مرتبط عضويًا بالبيت الحاكم الذي أمر بالجريمة. وكونه "حجّامًا" يعطي بعدًا ماديًا ملموسًا للجريمة، حيث يمكننا تخيل كيف استخدمت أدوات الحجامة، التي تستخدم عادة لإخراج الدم الفاسد من أجل الشفاء، في انتهاك أقدس جسد. هذا التناقض الصارخ بين وظيفة الأداة واستخدامها الإجرامي يضيف عمقًا جديدًا لبشاعة الفعل.
إن اجتماع هذه الروايات يرسم صورة واضحة وموثقة: أمرٌ طاغوتي من عبيد الله بن زياد، ورفضٌ عام من الناس لشناعة الفعل، ثم قيام رجل شقي، مرتبط بالبنية الأموية، بتنفيذ هذه المهمة القذرة، مكملاً جريمته بالتشهير العلني والتجديف اللفظي.
ثانياً: منطق الوحشية: الأبعاد السياسية والرمزية لجريمة التقوير
لم تكن جريمة تقوير الرأس الشريف مجرد انفلات للغضب أو فائض في الوحشية، بل كانت عملاً مدروسًا ومحسوبًا له أهداف سياسية ورمزية عميقة. إن تحليل هذه الأبعاد يكشف عن منطق السلطة الأموية في تعاملها مع معارضيها، وخصوصًا مع الرمز الأكبر للمعارضة الشرعية: الإمام الحسين (عليه السلام).
2.1. مشهدية الرعب: الرأس على الرمح كأداة سياسية
الهدف العملي المباشر الذي تذكره المصادر لعملية التقوير هو تهيئة الرأس للنصب على الرمح. يقول اليافعي والقرطبي وغيرهم إن ابن زياد أمر بتقويره "حتى يُنصب في الرمح". هذا الإجراء كان ضروريًا من الناحية التقنية لضمان ثبات الرأس الشريف أثناء الطواف به في الكوفة ثم إرساله في رحلة العار الطويلة إلى الشام.
لكن الهدف لم يكن تقنيًا، بل سياسيًا بامتياز. لقد كان نصب الرأس على الرمح والطواف به بمثابة:
1. إعلان للنصر النهائي: لم يكن يكفي إعلان مقتل الحسين (عليه السلام)، بل كان لا بد من تقديم دليل مادي مرعب على هذا النصر، يجوب الشوارع والأسواق ليراه القاصي والداني.
2. بث الرعب المطلق: كان المشهد مصممًا لكسر إرادة أي شخص يفكر في التعاطف مع الثورة أو القيام بأي عمل مشابه. الرسالة كانت واضحة: هذا هو مصير من يخرج على "يزيد بن معاوية" - لعنه الله تعالى إلى من أول الدنيا إلى فنائها ومن الآخرة إلى بقائها-. إنها رسالة لا تُكتب بالحبر، بل برأس حفيد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المرفوع على الرمح.
3. تأكيد إذلال الخصم: إن الطواف برأس العدو المقتول هو أقصى درجات الإذلال في العرف القبلي والسياسي آنذاك. وبتطبيقه على الإمام الحسين (عليه السلام)، كان بنو أمية يحاولون تجريده من كل هيبته ومكانته، وتحويله في نظر العامة من "سيد شباب أهل الجنة" إلى مجرد "خارجي" قُتل ونُكّل به.
إن عملية التقوير كانت الخطوة الأولى واللازمة لتحقيق هذه "المشهدية المرعبة". لقد كانت الجريمة الخفية التي مكّنت من تحقيق الجريمة العلنية (التشهير).
2.2. انتهاك القداسة: استهداف للرمزية النبوية
إذا كان البعد السياسي يفسر الحاجة إلى نصب الرأس، فإن البعد الرمزي يفسر شناعة الطريقة نفسها. لم يكن الهدف مجرد قتل الحسين (عليه السلام) السياسي، بل كان هناك دافع أعمق: محاربة الحسين (عليه السلام) الرمز، الحسين (عليه السلام) الامتداد المادي والمعنوي لجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث:" الحسين مني وأنا من حسين".
إن الرأس الشريف لم يكن مجرد رأس، بل هو "الرأس المشرّف المكرّم" كما تصفه المصادر. هو الرأس الذي طالما قبّله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، هو وجه من وجوه النبوة. ومن هنا، فإن عملية "تقويره" وإخراج "لغاديده ونخاعه" كانت تحمل الرسائل الرمزية التالية:
محاولة "أنسنة" المقدس: أي تحويل الرمز المقدس إلى مجرد لحم ودم وعظم، وتجريده من هالة القداسة التي تحيط به في وعي الأمة. إنها محاولة يائسة من السلطة المادية لإثبات تفوقها على السلطة الروحية أو قل ولاية آل محمد ( عليه السلام).
التشفي والانتقام: إن تفاصيل الجريمة (إخراج النخاع واللحم) تكشف عن حقد دفين يتجاوز الخصومة السياسية إلى الكراهية الشخصية والعقائدية لآل البيت (عليهم السلام) وما يمثلونه، ولجهة أنهم ( عليهم السلام) أهل بيت العصمة والطهارة والقداسة وورثة الأنبياء( عليهم السلام)
الزندقة والفجور: كما وصف اليافعي، فإن هذا الفعل يمثل تعديًا ليس فقط على الأعراف الإنسانية، بل على الثوابت الدينية. إنه تحدٍ سافر لله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) بانتهاك حرمة سبطه بهذه الطريقة.
وفي مقابل هذا الانتهاك السافر، تبرز بادرة مضادة تحفظ للرأس الشريف كرامته. يروي سبط ابن الجوزي رواية مهمة عن عمرو بن حريث المخزومي: "فقام عمرو بن حريث المخزومي، فقال لابن زياد: قد بلغتَ حاجتك من هذا الرأس، فهب لي ما ألقيتَ منه. فقال: ما تصنع به؟ فقال: أواريه. فقال: خذه. فجمعه في مطرف خَزٍّ كان عليه، وحمله إلى داره، فغسَّله وطيَّبه وكفَّنه، ودفنه عنده في داره". (المصدر: تذكرة الخواص / 270).
هذه الرواية، إن صحت، تشكل لحظة فارقة. ففي قلب الظلام، يظهر رجل من وجهاء الكوفة ليقوم بعملية "ترميم" للقداسة المنتهكة. فبينما قام ابن زياد بـ"تقوير" الرأس وتفريغه، قام ابن حريث بجمع ما تبقى منه وتغسيله وتطييبه وتكفينه ودفنه. هذا الفعل المضاد هو اعتراف ضمني بقداسة هذه البقايا الطاهرة، وهو إدانة عملية للجريمة التي ارتكبت، ومحاولة فردية لحفظ ما يمكن حفظه من كرامة الضحية. إنها شهادة من قلب معسكر الخصوم (أو المحايدين على الأقل) على أن ما حدث كان انتهاكًا لا يمكن السكوت عليه.
ثالثاً: وصمة العار الأبدية: التبعات الاجتماعية والعار التاريخي
إن أثر الجرائم الكبرى لا يموت بموت مرتكبيها، بل يتحول إلى "ذاكرة جمعية" و"وصمة عار" تلاحقهم في كتب التاريخ، وقد تمتد لتلوث سمعة ذرياتهم من بعدهم. وجريمة تقوير رأس الإمام الحسين (عليه السلام) هي المثال الأبرز على هذه الحقيقة. لم يكتفِ التاريخ بتسجيل الجريمة، بل سجل أيضًا لعنتها الممتدة.
3.1. لعنة الذرية: تعيير أحفاد طارق بن المبارك
إن الدليل الأكثر قوة على الأثر العميق لهذه الجريمة هو ليس فقط تدوينها، بل استخدامها كأداة للتشهير والهجاء ضد نسل مرتكبها بعد قرون من وقوعها. وهذا يدل على أن الحادثة لم تبق حبيسة كتب التاريخ، بل كانت حية في الذاكرة الشعبية والثقافية.
يروي سبط ابن الجوزي والخوارزمي وغيرهما قصة هجاء الشاعر "العَدَوي" لأبي يعلى، الذي كان كاتبًا لوزير عباسي في القرن الثالث الهجري، أي بعد حوالي 200 عام على واقعة الطف. لم يجد الشاعر وسيلة لهجاء هذا الرجل أشد إيلامًا من تذكيره بجريمة جده الأكبر، طارق بن المبارك. يقول العدوي:
نعمةُ الله لا تُعاب ولكنْ رُبَّما استُقْبِحَتْ على أقوامِ
لا يليقُ الغِنى بوجه أبي يَعْـلى ولا نورُ بَهْجَةِ الإِسلامِ
لا تمسُّوا أقلامَه فتمسُّوا من دماء الحُسين في الأَقلامِ
هذه الأبيات الشعرية هي وثيقة تاريخية واجتماعية من الطراز الرفيع.
قوة الحجة: الشاعر لا يهجو أبا يعلى لعيوب شخصية فيه فحسب، بل يربط قبح مظهره وباطنه بجريمة أصلية تأسيسية ارتكبها جده. فكأن سواد تلك الجريمة قد صبغ وجهه وواقعه.
استحضار الدم: البيت الأخير هو ذروة الهجاء وعبقريته. "لا تمسوا أقلامه فتمسوا من دماء الحسين في الأقلام". هنا، يتحول الحبر في قلم الكاتب (وهو مصدر رزقه ومكانته) إلى دم الإمام الحسين (عليه السلام). لقد أصبحت الجريمة وصمة مادية، معدية، تنتقل عبر الأجيال لتلوث حتى الأدوات التي يستخدمها الحفيد. وهذا يظهر مدى تجذر الإيمان بأن هذه الجريمة ليست مجرد خطأ سياسي، بل هي "نجاسة" روحية ومعنوية لا يطهرها مرور الزمن.
التفسير التاريخي: يعلق سبط ابن الجوزي على هذه الأبيات قائلاً: "ومعناه أنهم لما أتوا برأس الحسين عليه السلام إلى ابن زياد؛ طلب من يقوِّره، فلم يتجاسر عليه أحد، فقام طارق بن المبارك فقوَّره... وأبو يعلى من ولد طارق". (المصدر: مرآة الزمان في تواريخ الأعيان لسبط ابن الجوزي ج16 ص15).
هذا التعليق يؤكد أن الرابط بين أبي يعلى وجده المجرم كان معروفًا ومشهورًا في الأوساط الثقافية في بغداد العباسية، وأن الإشارة إليه كانت مفهومة ومؤثرة.
لم تكن هذه هي الرواية الشعرية الوحيدة، بل هناك روايات أخرى تزيد التفاصيل بشاعة وتأكيدًا. يذكر النويري في "نهاية الأرب" رواية أخرى لقصيدة الهجاء، وهي أكثر مباشرة في وصف فعل التقوير:
شقَّ رأس الحسين جدُّ أبي يعـلى وساط الدِّماغ بالإبهامِ
هذه الرواية للبيت أكثر تصويرية ووحشية.
"شق رأس الحسين": عبارة مباشرة لا مواربة فيها.
"وساط الدماغ بالإبهام": (ساط: أي خلط ومزج). هذه الصورة التفصيلية البشعة، التي تصف كيف كان الجد يخلط دماغ الإمام (عليه السلام) بإبهامه، هي دليل قاطع على أن تفاصيل عملية "التقوير" بقيت حية في الذاكرة الشعبية. لم يتم تذكر الفعل بشكل عام، بل تم تذكر تفاصيله الأكثر إيلامًا وقسوة.
الدلالة: إن استخدام هذه التفاصيل في الهجاء بعد 200 عام يعني أن الجريمة لم تُنسَ، وأنها كانت حاضرة بقوة كافية لتكون أداة إذلال اجتماعي فعّالة. لقد أصبح "طارق بن المبارك" ليس مجرد اسم في التاريخ، بل أصبح نموذجًا أصليًا للشقاء والوحشية، وأصبح نسله يحمل عبء هذه الخطيئة الأصلية.
3.2. استمرارية الذاكرة: كيف حُفِظَت الرواية عبر المدارس
إن قوة هذه الذاكرة وقدرتها على الاستمرار تكمن في أنها لم تكن حكرًا على مدرسة دون أخرى. إن إجماع مؤرخين من مذاهب مختلفة على نقل هذه الحادثة بتفاصيلها هو الذي منحها هذه القوة.
سبط ابن الجوزي (حنفي): وثّق الحادثة، وربطها بهجاء أبي يعلى.
اليافعي والقرطبي وبامخرمة (شوافع): وثّقوا الحادثة وأجمعوا على شناعتها ورفض الناس لها في البداية.
النويري (مؤرخ موسوعي): وثّقها وأورد الرواية الشعرية الأكثر تفصيلاً.
الخوارزمي (حنفي مع ميل لأهل البيت): وثّقها بالتفصيل في "مقتله".
ابن الوزير (زيدي): أشار إليها في سياق الذب عن السنة.
هذا التنوع المذهبي للمصادر يقطع الطريق على أي محاولة للتشكيك في الرواية أو اعتبارها من مختلقات الشيعة. بل على العكس، يثبت أن فظاعة الجريمة قد فرضت نفسها على الضمير الإسلامي ككل، وأن المؤرخين، على اختلاف انتماءاتهم، شعروا بواجب أخلاقي وتاريخي لتدوينها كعلامة على الانحطاط الذي وصلت إليه السلطة الأموية.
إن هذه الحادثة، بأمرها وتنفيذها وتفاصيلها وعارها الممتد، تشكل فصلاً قائمًا بذاته من فصول مأساة كربلاء، فصلاً يوضح أن المعركة لم تنتهِ على أرض الطف، بل استمرت بأشكال أخرى من الانتهاك والتشهير، والتي قابلتها ذاكرة حية حفظت ورَوَت، وأدانت ولعنت.
بنية العار وتوريثه: تحليل سوسيو-تاريخي
إن حالة "أبي يعلى" تستدعي وقفة تحليلية أعمق من منظور علم الاجتماع التاريخي. كيف يعمل "العار الموروث" وكيف يصبح أداة للضبط الاجتماعي أو الهجوم السياسي؟
1. الجريمة كخطيئة أصلية: في الوعي الجمعي، لم تكن جريمة طارق بن المبارك مجرد فعل إجرامي، بل كانت "خطيئة تأسيسية" لوثت سلالته بأكملها. هذا المفهوم، الشبيه بمفهوم الخطيئة الأصلية في بعض اللاهوتيات، يجعل من الصعب على الذرية التبرؤ من فعل السلف، لأن الجريمة لم تكن ضد فرد، بل ضد رمز مقدس، وبالتالي فهي جريمة ضد النظام الإلهي نفسه.
2. الشرف والعار في الثقافة العربية: كانت ثقافة الشرف والعار مكونًا أساسيًا في المجتمع العربي. يُورّث الشرف كما يُورّث العار. وكما كان العربي يفخر بأمجاد أجداده، كان يُعيّر بجرائمهم ونقائصهم. لقد استغل الشاعر العدوي هذه البنية الثقافية ببراعة، وضرب أبا يعلى في أكثر نقطة حساسة: شرف نسبه الذي تحول إلى مصدر عاره الأبدي.
3. الذاكرة كسلطة مضادة: في غياب محاكم عادلة يمكن أن تحاسب الجناة مثل ابن زياد وطارق، تولّت "الذاكرة الجمعية" دور السلطة القضائية والأخلاقية. لقد أصدرت حكمها على طارق بن المبارك باللعنة الأبدية، وعلى نسله بوصمة العار. الشعر، والمرويات التاريخية، والمنابر الحسينية، كلها كانت أدوات هذه "المحكمة التاريخية" التي ضمنت ألا يفلت المجرمون من الإدانة، حتى بعد موتهم.
4. دم الحسين (عليه السلام) كرمز لا يُمحى: إن استحضار "دم الحسين" في قصيدة الهجاء هو جوهر القضية. هذا الدم ليس مجرد سائل بيولوجي، بل هو رمز للحق، والمظلومية، والقداسة. وتلويث اليد بهذا الدم يعني تلويث الوجود بأسره. عبقرية الشاعر تكمن في أنه جعل هذا الدم ينتقل من يد الجد القاتل إلى "قلم" الحفيد الكاتب، ليؤكد أن أثر الجريمة لا يزول، بل يتشكل في صور جديدة عبر الزمن.
إن فهم هذه البنية العميقة للعار الموروث يساعدنا على إدراك لماذا كانت حادثة "التقوير" بالذات، وليس فقط القتل، هي التي التصقت بذرية طارق. لأن القتل قد يكون له مبررات سياسية في منطق السلطة، أما "التقوير" بهذه الطريقة، فهو فعل لا مبرر له سوى الحقد الخالص والوحشية المطلقة، وهو ما جعله جريمة لا تُغتفر في وعي الأمة.
من "الرأس المقطوع" إلى "الرأس الناطق": رمزية الرأس الشريف في الوجدان الشيعي
لقد أدت كل هذه الانتهاكات التي تعرض لها الرأس الشريف، ومنها التقوير، إلى نتيجة عكسية تمامًا لما أراده بنو أمية. فبدلاً من أن تمحو قداسة الرأس، عمّقت من رمزيته وحولته إلى أيقونة مركزية في الوجدان الشيعي.
فشل مشروع المحو: أراد ابن زياد من خلال التقوير والتشهير أن يحول الرأس إلى مجرد جثة مشوهة، وأن يمحو صورته كنور وهداية. لكن الذي حدث هو العكس. كلما زاد التنكيل بالرأس، كلما ازدادت قداسته في عيون المؤمنين. أصبح كل جرح فيه، وكل قطرة دم نزفت منه، وكل إهانة وجهت إليه، دليلاً إضافيًا على مظلوميته وسمو مكانته.
الرأس كشاهد: تحول الرأس الشريف من ضحية صامتة إلى "شاهد ناطق". فالروايات التي تذكر تكلم الرأس الشريف بالقرآن على رأس الرمح، وإن كانت محل نقاش في تفاصيلها، إلا أنها تعبر عن حقيقة رمزية عميقة: وهي أن الحق الذي يمثله الحسين (عليه السلام) لا يمكن إسكاته بالذبح أو التنكيل. لقد فشلوا في إسكات صوته وهو حي، فظل صوته يدوي من رأسه الشريف وهو شهيد.
التقوير كدليل إدانة: أصبحت جريمة التقوير في الأدبيات الشيعية والمجالس الحسينية أحد أقوى الأدلة على وحشية الخصوم وتجردهم من الإنسانية. يتم ذكرها لإثارة الألم والحزن، ولكن أيضًا لإثبات أن معركة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن مع خصم سياسي عادي، بل مع تجسيد للشر المطلق.
الرأس الشريف في الزيارات والطقوس: تحتل مصائب الرأس الشريف مكانة محورية في طقوس العزاء والزيارات. نصوص الزيارة، مثل زيارة عاشوراء وزيارة وارث، وزيارة الناحية، تشير إلى هذه المصائب بشكل مباشر أو غير مباشر. إن تذكر ما جرى على الرأس الشريف هو جزء لا يتجزأ من عملية التواصل الروحي مع الإمام الشهيد وتجديد العهد معه.
إذن، يمكن القول إن جريمة التقوير، في مفارقة تاريخية كبرى، لم تخدم مشروع ابن زياد، بل خدمت قضية الإمام الحسين (عليه السلام) على المدى الطويل. لقد قدمت دليلاً ماديًا دامغًا على مظلوميته، وعمّقت من رمزية رأسه الشريف، وحولته من مجرد جزء من جسد إلى أيقونة خالدة للحق والشهادة والفداء. لقد أرادوا له أن يكون عبرة للخائفين، فجعله الله منارة للثائرين.
الخاتمة
في ختام هذا البحث الموجز الذي حاول تتبع واحدة من أشد صفحات تاريخ الإسلام إيلامًا وظلمة، نصل إلى مجموعة من النتائج التي تؤكد أن جريمة "تقوير" رأس الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن مجرد حاشية دموية في قصة استشهاده، بل كانت جوهرًا كاشفًا لطبيعة الصراع، وحدثًا ذا آثار ممتدة شكلت الذاكرة وأورثت العار.
أولاً: أهم النتائج:
1. أثبت البحث من خلال استعراض المصادر الموثوقة من مختلف المذاهب الإسلامية (سبط ابن الجوزي، اليافعي، القرطبي، النويري، وغيرهم) أن حادثة تقوير الرأس الشريف بأمر من عبيد الله بن زياد وتنفيذ طارق بن المبارك هي حقيقة تاريخية راسخة، وليست مجرد رواية شيعية.
2. لم تكن الجريمة عملاً همجيًا عشوائيًا، بل كانت فعلاً سياسيًا مدروسًا يهدف إلى بث الرعب وتأكيد النصر، وفعلاً رمزيًا أعمق يهدف إلى انتهاك قداسة رمز النبوة المتمثل في الإمام الحسين (عليه السلام) في محاولة يائسة لمحو تأثيره الروحي.
3. تجلت أبرز آثار الجريمة في "وصمة العار" الأبدية التي لحقت بالمنفذ "طارق بن المبارك"، والتي انتقلت لتصبح "عارًا موروثًا" لاءم أحفاده لقرون، كما وثّقته ببراعة قصائد الهجاء في حق "أبي يعلى"، حفيد المنفذ. وهذا يقدم دليلاً فريدًا على قوة الذاكرة الجمعية في محاكمة التاريخ وإنزال عقوبتها الأخلاقية على الجناة.
4. على الرغم من كل الوحشية، فشل مشروع بني أمية في تحقيق هدفه. فبدلاً من محو رمزية الإمام الحسين (عليه السلام)، أدت هذه الجريمة إلى تعميقها، وتحويل رأسه الشريف إلى أيقونة عالمية للمظلومية والثبات على الحق، وشاهد أبدي على وحشية خصومه.
إن جريمة "تقوير" الرأس الشريف تبقى شاهدًا صارخًا على أن الطغيان حين يصل إلى أقصى درجاته، لا يكتفي بإزهاق الروح، بل يسعى إلى تشويه الجسد وانتهاك الرمز. لكن التاريخ، في نهاية المطاف، يحفظ الحقائق، والذاكرة الإنسانية، على الرغم من كل شيء، تنتصر للضحية وتلعن الجلاد.
ثانياً: التوصيات:
بناءً على نتائج هذا البحث، نوصي بما يلي:
1. دعوة الباحثين والمحققين وأصحاب الدراسات العليا في الحوزة العلمية والجامعات الأكاديمية إلى التركيز بشكل أكبر على الأحداث التي تلت واقعة الطف، مثل ما جرى على الأجساد الطاهرة، ومسير السبايا، وما تعرض له الرأس الشريف في الكوفة والشام، لأن هذه الأحداث لا تقل أهمية عن المعركة نفسها في كشف حقيقة المشروع الأموي.
2. تشجيع الدراسات التي تتناول كيفية حفظ الذاكرة التاريخية للطف عبر الأدوات غير الرسمية كالشعر والمنابر الحسينية والروايات الشعبية، ودراسة دورها في تشكيل الوعي الجمعي.
3. العمل على ترجمة مثل هذه التحقيقات الدقيقة إلى لغات عالمية، لتقديم صورة حقيقية وعميقة عن مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) للعالم، وكشف الجرائم التي طالت جسده الشريف بعد استشهاده، والتي تمثل جرائم ضد الإنسانية بكل المقاييس.
والحمد لله رب العالمين.
المصادر والمراجع
1. ابن الوزير، محمد بن إبراهيم (المتوفى 840 هـ). العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم. تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط3، 1992.
2. بامخرمة الحضرمي الشافعي، الطيب بن عبد الله (المتوفى 947 هـ). قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر. تحقيق: بوجمعة مكري ومحمد بوزيان، دار المنهاج، جدة، ط1، 2008.
3. الجوهري، إسماعيل بن حماد (المتوفى 393 هـ). الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية. تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط4، 1987.
4. الخطيب البغدادي، أحمد بن علي (المتوفى 463 هـ). تاريخ بغداد. تحقيق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 2002.
5. الخوارزمي، الموفق بن أحمد (المتوفى 568 هـ). مقتل الحسين عليه السلام. تحقيق: محمد السماوي، دار أنوار الهدى، قم، ط2، 1423 هـ.
6. سبط ابن الجوزي، يوسف بن قزأوغلي (المتوفى 654 هـ). تذكرة الخواص. منشورات الشريف الرضي، قم، 1418 هـ.
7. سبط ابن الجوزي، يوسف بن قزأوغلي (المتوفى 654 هـ). مرآة الزمان في تواريخ الأعيان. دار الرسالة العالمية، دمشق، ط1، 2013.
8. القرطبي، شمس الدين محمد بن أحمد (المتوفى 671 هـ). التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة. تحقيق: الصادق بن محمد بن إبراهيم، مكتبة دار المنهاج، الرياض، ط1، 2011.
9. النويري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (المتوفى 733 هـ). نهاية الأرب في فنون الأدب. تحقيق: مفيد قميحة وجماعة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2004.
10. اليافعي، عبد الله بن أسعد (المتوفى 768 هـ). مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان. وضع حواشيه: خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1997.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat