على رغم التحريف تظهر الحقائق.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

اسكندر جديد قس مسيحي كتب كراسات صغيرة كثيرة موجهة للمسلمين والمسيحيين على السواء. وصلني عدد منها. في كراسه (الصليب في الانجيل والقرآن). حاول اثبات وجود ذكر الصلب والصليب في القرآن محاولا بذلك تشويه النص القرآن الذي يقول : (ما صلبوه) عبر ذكر نصوص مقارنة بين الإنجيل والقرآن ولكن اسكندر وقع وقعة مدويّة عندما ذكر نص يجهل معناه الكثير من المسيحيين والمسلمين ومنهم اسكندر نفسه. هذا النص يؤيد أمور كثيرة في القرآن ويؤكد صدق القرآن وينفي امور كثيرة مكتوبة في الاناجيل.
النص هو بشارة موجودة في التوراة والإنجيل حاولوا اخفائها عن بقاء يسوع المسيح حيّا لم يصلب ولم يقتل بل ارتفع. وكذلك البشارة بالذي سيأتي بعده.
ينقل اسكندر جديد هذا النص من سفر يوحنا (1) الذي يقول فيه اليهود ليسوع المسيح : (نحن سمعنا من الناموس ــ التوراة ــ أن المسيح يبقى إلى الأبد، فكيف تقول أنت إنهُ ينبغي أن يرتفع).(2)
أولا : أن هذا النص يكشف لنا وجود نبوءة واضحة لدى اليهود لازالت التوراة تحتفظ بها لم يتم تحريفها بأن يسوع المسيح سيبقى حيا إلى الأبد، لم يمت ولم يقتلوه ولم يصلبوه، بل ارتفع.(3)
الثاني : أنهم أثبتوا في كلامهم قول يسوع المسيح بأنه (سوف يرتفع). وهذا ما أكد عليه الإنجيل والقرآن . القرآن يقول : (بل رفعهُ الله إليه).(4) والإنجيل يقول : (ارتفع عنهم وهم ينظرون).(5)
الشيء الغريب في علماء المسيحية أنهم اقتطعوا النص فنقلوا آخر النص إلى مكان آخر لكي لا يعرف أحد حقيقة صعود المسيح ولماذا صعد. يسوع يخبرنا بسبب صعوده وارتفاعه إلى السماء.
نأتي أولا على فقرات رفع يسوع المسيح إلى السماء وهي كثيرة منتشرة في الأناجيل كافة وهذا الفقرات هي :
في سفر أعمال الرّسل 9:1-12 ( ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السّماء وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا ملكان قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ:مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السّماء؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السّماء سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السّماء. حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ).
وفي إنجيل مرقس 19:16 يقول : (ارْتَفَعَ إِلَى السّماء، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ). وكذلك في لوقا 50:24-53 (وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السّماء. فرجعوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ).
أما سبب ارتفاع يسوع إلى السماء فيُبينهُ هو حيث يقول : (قال يسوع : أقولُ لكم الحق: إنهُ خيرٌ لكم أن أنطلقَ، لأنهُ إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ــ محمد ــ ولكن إن ذهبتُ أرسلهُ إليكم).(6) المحرفون للمسيحية عندما كتبوا الأناجيل حذفوا كل ما يضرّهم فحذفوا اسم (محمد) ووضعوا مكانها (المعزي) وفي مكان آخر (الروح القدس). وبالرجوع إلى الأناجيل الأخرى نرى أن اسم محمد مذكور بإسمه ولقبه : (محمد رسول الله وليس المعزي). وهذا ما ذكره برنابا في إنجيل عندما سأله التلاميذ : (يا معلم من عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه الذي سيأتي إلى العالم ؟ ، أجاب يسوع بابتهاج قلب : إنه محمد رسول الله ، ومتى جاء إلى العالم فسيكون ذريعة للأعمال الصالحة بين البشر بالرحمة الغزيرة التي يأتي بها ،كما يجعل المطر الأرض تعطي ثمرا بعد انقطاع المطر زمنا طويلا ، فهو غمامة بيضاء ملأي برحمة الله وهو رحمة ينثرها الله رذاذا على المؤمنين كالغيث).(7)
الحق يُحرركم وبالحقيقة تكونوا أحرارا.
المصادر :
1- كتاب اسكندر جديد، الصليب في الإنجيل والقرآن ص : 10. الطبعة الثانية 1975.طبع دار الهداية.
2- إنجيل يوحنا 12: 34.
3- الأَبَد: الدهر، وجمعه: آباد، قال الله : {خالِدِينَ فِيها أَبَدًا}. ولم يعط الرب الأبدية في الدنيا إلا لعدد محدود من البشر الذين اختارهم لحكمة.
4- النساء : 138.
5- سفر أعمال الرسل 1: 9 (ولما قال ــ يسوع ــ هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم).
6- إنجيل يوحنا 16 : 7.
7- إنجيل برنابا الفصل 162 . مطبعة المنار ، ترجمة الدكتور خليل بو سعادة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat