صفحة الكاتب : محاسن غني النداف

لا تودع الاربعين... 
محاسن غني النداف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 رغم انه لم يكن راضيا عن نفسه، إلا انه كان سعيدا لانه توفق للخدمة الحسينية في ايام زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام  وقال: (لقد بذلت اقصى ما في وسعي واسأل الله ان يتقبل منا هذا القليل) 
لكن جوابه انقطع حين سألته السؤال الثالث، ثم قال متحيرا: (صعب ...جدا صعب)
في كل عام وعندما تشارف الزيارة الاربعينية على الانتهاء؛
تحاول مجموعتنا الاعلامية ان تشد من عزيمة اصحاب المواكب، ومن يخدم في طريق المشاية، لكي نمدد مساحة الخدمة الحسينية، الى ماهو ابعد من جغرافيا كربلاء، وزمان الاربعين، خاصة من نتوسم فيهم مستوى معين من الفهم والوعي الذي يُمكنه من استيعاب رسالتنا!
طرحنا ثلاثة اسئلة:
*هل تشعر بالسعادة لانك في مسلك الخدمة الحسينية؟
*هل انت راض عن نفسك؟
*ان كان سر سعادتك هو انك احرزت رضا مولاك ببذلك غاية الجهد، فلماذا لاتستمر في هذا البذل بعد انتهاء الزيارة؟
غالبية الاجوبة على السؤالين الاوليين كانت متشابهة، تقريبا، ومن نسق الجواب الذي قدمناه آنفا،  غير ان السؤال الثالث كان، الى حد ما، صادما ومحيرا!  البعض قال ان اجواء الاربعين تشجع على هذا البذل، هنالك حالة من التنافس بين خدم الامام، مما يخلق دافعا للمضي.
وبعضهم قال نحن نعطي ببركة الامام وليس من عندنا، حتة الطاقة البدنية من عنده، ففي الايام العادية لانقوى عل  هذا العمل!
ولكن احد الاجوبة استوقفني  حتى اني بكيت وجرت دموعي لسماعه: قال:( نحن الان في الجنة،  وحين تنتهي الاربعين سنعود الى جحيم الدنيا، لذلك نكره العودة!)
تفكرت في هذه الاجوبة المتشحة بلون من  الحسرة لاستحالة المطلب، كما يتصورون!
فجلست اتفكر فيما سمعت، ثم تذكرت قول الله سبحانه (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)( الاعراف ٩٦ )
نعم، ان مصداق هذه الاية متحقق في ايام عزاء عاشوراء الامام الحسين عليه السلام، فالمشاركون، هم اناس مؤمنون وخلال الزيارة تتحقق التقوى بطاعة المولى؛ في الميدان العبادي، والاجتماعي، وحتى الاقتصادي، والنتيحة هي حياة  يمتزج فيها التعب والرضا، و تعمها البركة. نموذج مصغر ومؤقت لحياة كريمة يمكننا ان نعيشها، فالجميع يعطي من ما يملكه من مال او علم او حرفة او جهد بدني، وهو راض ومطمئن ان عطائه بعين الله سبحانه.  مجتمع سمته التكافل والتعاون والعطاء، من دون تمييز بين فرد وآخر، وقدوتهم هو سيد العطاء، سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام.
عندما اخبرت زملائي بما يجول في خاطري، وكان معنا عدد من اصحاب المواكب يستمعون لكلامنا، قال احدهم وهو من شباب الحشد الشعبي:(  وكأن الامام الحسين عليه السلام يجمعنا هنا لنرى هذه الحقيقة، فليت الجميع يراها) 
نعم، ليت الجميع يرى كيف تعمر الديار بالمحبة والعطاء، حتى لا تبقى الاربعين  مجرد موسم عابر، بل تغدو منهاج حياة.
فكتبنا لافتة تقول : لا تودع الاربعين بل اجعلها منهاج حياة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محاسن غني النداف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/17



كتابة تعليق لموضوع : لا تودع الاربعين... 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net