صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

فجيعة حزنها وطن..
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  يغمرني النور الطالع من فيض الوجدان تواريخ أشرقت على مهجة ذكرى، كيف بي والحزن إمام، يسألني:ـ الدليل؟ قلت: هو الحسن، لقبه:ـ العسكري، الخالص، السراج، النقي، الزكي، ابن الرضا... كنيته: أبو محمد. وجوده صافح الحياة شهر ربيع الثاني سنة232هـ بالمدينة المنورة. عن أي موت سأكتب، وكل ما فيه حياة، وهو الذي لم يعش سوى 28 سنة، وكانت مدة إمامته ست سنين وأشهراً..

عاصر الإمام بقية ملك المعتز العباسي، وكانت أشهرا، ثم ملك المهتدي أحد عشر شهرا، ثم ملك المعتمد بن المتوكل، وتوفي الإمام العسكري(عليه السلام) في ملك هذا الأخير..
أليست فجيعة أن يقتل إمام بسم من يدعي خلافة الرسول(ص)؟، قلت: اسأل.. فالإمام إمامي، والفجيعة تنبض بالقلب ثمرات يقين، قال: لِمَ لقب بالعسكري؟ أجبت: نسبة الى محل السكن، وهي منطقة قيرة، اصبحت مقرا للعسكر.. فجيعة تعيد الجراح المستديمة وهي تستلقي على لظى حنينها المدمي ست سنوات عاشها بعد وفاة ابيه(عليه السلام) تلقى الأذى والألم من ظلم النظام العباسي، وتنقل من سجن لسجن، ويبدو أن لكل قيد إماماً.
سؤال يكبر:ـ لماذا سجنوه؟ قلت: لأنهم خافوا اخلاق هديه، وسكون عفافه، ونبل كرم تقدم على العلماء فضلا، هم خافوا هذا الورع المتدفق بالصلوات.. قرر السجان صالح بن وصيف استخدام رجلين من الاشرار لأذاه، أوقد فيهما وجد الصلاح، وحين استجوبهما الحاكم، قالا: ما نقول في رجل له مروج مزهوة بالتقى، وهو أسير سجن صغير.
وتحمل الرواة عبق البشائر جرحاً يلهم التأريخ، حيث عمل إمامنا الحسن الزكي(عليه السلام) على إنشاء قاعدة جماهيرية واسعة النطاق لفكرة الإمام الغائب من بعده، فالناس إلى عصره لم تألف مثل هذه الفكرة، أي غياب الإمام القائد عن قواعده الشعبية، فعمل الإمام العسكري(عليه السلام) على تفعيل هذه العقيدة لأهميتها في الحياة.
 كثرت الوشاية والتقارير ضد إمامنا الزكي (عليه السلام)، فقد كان المسلمون يتوقعون ولادة المهدي الذي بشر به رسول الله (ص)، وكذا بشر به كل أهل البيت(عليهم السلام) بأنه المنقذ من الضلال، وماحي رسوم الباطل، ومهلك الطواغيت، ومقيم حكومة العدل، وكان سائداً عند الجميع أن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) هو الوالد الميمون لهذا المبشر به(عليه السلام).
 وقد كان اسم المهدي يرهب الملوك والجبابرة ومازال إلى اليوم، ولذا كان الملوك يكنون العداء للإمام العسكري(عليه السلام)، ووضعوا عليه الرقابة الشديدة، وأحاطوا بيته بقوى مكثفة من النساء للتعرف على ولادة الإمام المنتظر(عج)، كل هذا الظلم من بني العباس ضد إمامنا العسكري لسبب رئيسي هو كون الإمام والد الإمام المهدي(عليه السلام).. انها فجيعة وفجيعتنا بإمامنا الحسن العسكري(عليه السلام) فجيعة بحزن وطن..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/17



كتابة تعليق لموضوع : فجيعة حزنها وطن..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net