النظر المحرم.. هدى والانترنت
نرجس سامر العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كانت هدى في سن المراهقة، وعند ذلك تعرفت على شاب، استمرت في علاقتها معه خمس سنوات، وكلما تقول له: هل نتزوج؟ يقول: نعم.. ولكن عندي ظروف..! وفي يوم من الأيام، دخلت عليها صديقتها وقالت لها: هذا العمل غير صحيح، وهذا الشاب لن يقبل الزواج منكِ.. قالت: لا هذا غير صحيح، هو وعدني بهذا الزواج..!

وكانا يتمتعان بالنظر المحرم، وكانت صديقتها مؤمنة تخاف الله تعالى دائماً، تنصحها، لكن هدى كانت في غفلة، وعند ذلك تتفاجأ هدى من الأمر، وكان ذلك الشاب قد قضى معها وقتا وسافر، وتركها وحدها.. بكت بكاء بكاء شديدا، وقالت: وا أسفاه من فضيحتي من رب شديد العقاب.. وفكرت أن ترجع الى صديقتها وقالت: يا صديقتي أريد أن تنصحينني من هذه الغفلة.. قالت فاطمة: نعم باركك الله يا عزيزتي، قومي واستغفري ربك، وأنا بدوري أنصح جميع البنات أن يتقين الله تعالى من الانترنت والنظر المحرم قال الامام الصادق(عليه السلام): (النظر سهم من سهام إبليس مسموم، وكم نظرة أورثت حسرة طويلة)(1).
 وقال(عليه السلام): (أول نظرة لك، والثانية عليك، والثالثة فيها الهلاك)(2).
 وقد أكدت الكثير من الروايات الشريفة على خطورة هذه النظرة على روح الإنسان المؤمن وقلبه، فالعين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وإرادته..
عن أبي جعفر وابي عبد الله (عليهما السلام) قالا: (ما من أحد إلا وهو يصيب حظاً من الزنا،  فزنا العين  النظر، وزنا الفم الغيبة، وزنا اليدين اللمس.. صدق أم كذب) (مشكاة الانوار: ج1/ ص122).
 وقال الرسول (ص): (يا علي، لا تتبع النظرة بالنظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة)(3)، وقال تعالى: (قُل للمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور/30)
وعن من عقوبات النظر الى المحرمات:
فساد القلب، ونزول البلاء، وغبطال الطاعات، والغفلة عن الله والدار الآخرة.. وعقوبات كثيرة لا مجال لذكرها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار: ج101/ ص40.
(2) ميزان الحكمة – الريشهري: ج10/ ص384.
(3) الحديث النبوي – كتاب الحديث النبوي بين الرواية والدراية: ج31/ ص3.
 

الموضوع السابق اللِّصُّ المُحتَرف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat