صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

ترامب ..الكنيست وقمة شرم الشيخ
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

امريكا في حرب غزة كان لها أدوار مختلفة وبمستويات متنوعة بشكل مباشر وغير مباشر، استنادًا إلى ما تتطلبه الحرب وإدارة المعركة، فتارة ينصب التركيز على الدعم العسكري، في إرسال حاملات الطائرات والسفن الحربية والمدمرات وقامت بإمداد الكيان بكل أنواع الذخائر، وعندما دعت الضرورة إلى القصف المباشر قصفت مفاعل الجمهورية الاسلامية الايرانية وتارة على الدعم السياسي والدبلوماسي في الوقوف أمام كل قرار يتخذه بحق الكيان الصهيوني في مجلس الامن والامم المتحدة والمنظمات الانسانية في حالة الادانة ب( الفيتو)  ولم تكن الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي ترامب الى الكيان الصهيوني وحضور الكنيست ومن ثم قمة شرم الشيخ الا مسرحية ومهزلة كانت الغرض منها استعراض عدد من الأشخاص المساعدين وذمهم حقيقة وليس مدحهم في اظهار منجزات كاذبة منسوبة لهم كما يعتقد الرئيس الامريكي وسط تصفيق منفعل من الحضور ورفض عدد اخر من النواب المعارضين في الكنيست . كما ان قمة شرم الشيخ التي كان يعتقد ان تكون بمثابة مهرجان سياسي دولي لإعلان وتأكيد خطة ترامب للسلام في غزة تحول الى استعراض لبعض الوجه المسؤولة معه في العمل و لم تكن الا فشل ذريع وقع فيه الاثنان نتنياهو الذي امتنع الكثير من القادة حضورها في حالة حضوره بكل صراحة وترامب الذي استعرض بعض المنجزات من خلال التعريف ببعض المساعدين له : وإطلاق بعض الشعارات مثل وقف الحرب والتجويع والتهجير التي يحتاج الى وقت من اجل الاطمئنان على حصوله أمام عدد من العثرات التي وضعت خلال الايام الماضية أمام انجازها و تبادل الأسرى والمحتجزين الذين لا يمثلون الا نسبة قليلة ممن تم اسرهم و سجنهم في سجون الكيان ظلماً قبل وبعد أحداث أكتوبر قبل عامين ورفض اطلاق سراح بعض القادة المؤثرين في العملية السياسية الفلسطينية خوفا على تأثيرها في الشارع،والدعاء ببناء سلام جديد في المنطقة والتي لا يعتقد أنها سهلة ، لم يحقق نتنياهو اي أهداف عملية خلال مرحلة غزو غزة"التي بدأت في عملية 'السيوف الحديدية'، فأتبعها بعملية تكميلية ففشلت، فأعلن عملية "عربات جدعون الأولى"، فلم تحقق أهدافها، فاستأنف حرب الإبادة بعملية "عربات جدعون الثانية"، فتعثرت هي الأخرى ولم تحقق أهدافها، بفضل قوة صمود الشعب الفلسطيني، على الرغم من الفروق الهائلة في القوة العسكرية. ومع زيادة كثافة الوحشية البربرية، التي راحت إسرائيل تمارسها في حرب الإبادة، زادت الكراهية لسياستها، واكتسبت صفة الدولة المنبوذة في العالم. وكان إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتأييد إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة،والعمل على إيجاد طريق للتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين والذي من الصعب تحقيقه في هذه المرحلة وقد توافد قادة وزعماء من دول العالم للمشاركة في هذه القمة التي أطلق عليها 'شرم الشيخ للسلام'، الذي لم يخرج بشيء أساسي يمكن التركيز عليه في المستقبل واجبار الرؤساء في اخذ الصور منفردا مع الرئيس ترامب الذي حضر بإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية المعنية بالسلام والإغاثة الإنسانية، وتناولة القمة عددًا من الملفات ، أبرزها تثبيت التهدئة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة،وقد افتتحت القمة برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، الأمريكي دونالد ترامب، التي يعتقد انها تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليميين.بعد انتهاء الحرب لم تهزم المقاومة، ولم تجعل هذه الحرب الكيان الصهيوني دولة آمنة.. بل جعلته كياناً منبوذة على الصعيد العالمي والدعوات لإيقاف الحرب والاعتراف بالدولة الفلسطينية وخسرت العديد من الدول الداعمة لها حتى الصديقة  ، وجعلت نتنياهو مجرم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية ويطارده العالم للقبض عليه ومحاسبته ليكون المثل الاعلى للعدالة وللتاريخ، وكلفت هذه الحرب الدولة المارقة مئات من القتلى والمصابين وعشرات المليارات من الخسائر الاقتصادية، وأثقلت بالديون الدولية وأضعفت الثقة داخليا في نظامها السياسي وفي حكومتها الحالية المهزوزه، وهي تطرح الكثير من الاسئلة الوجودية على الناخبين و سيكون من الصعب إيجاد حلول لها في المدى القصير،قمة شرم الشيخ انتهت و اثارت جدلا واسعا في  المنصات الاجتماعي بعد أن اختتمت بتوقيع  الولايات المتحدة  وقطر ومصر وتركيا على اتفاق تم تسميته اتفاق غزة واعلن فيه ترامب أن الحرب انتهت، مما ترك وراءه العديد من التساؤلات حول جدية القمة في إلزام اسرائيل بمخرجاتها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/15



كتابة تعليق لموضوع : ترامب ..الكنيست وقمة شرم الشيخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net