صفحة الكاتب : حسين النعمة

من ضفاف الخور الى ضريح الحسين: دعوى مليونية لاسترداد الموج المسلوب
حسين النعمة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في كل عام، يشهد العالم مشهداً لا يشبه سواه…

أقدامٌ تمضي على درب الحسين، قلوبٌ تتوضأ بالدمع، وأرواحٌ تتسلّق إلى الذرى وهي تردد "لبيك يا حسين".
إنها الأربعين…
أكبر تظاهرة روحية على وجه الأرض، حيث لا تُقاس الخطى بالأميال، بل باليقين.

لكن، ماذا لو خرج هذا الجمع المليوني، لا بالدمع وحده، بل بالوعي والحق والنداء؟
ماذا لو أن هذا الزحف العظيم رفع صوته عالياً، وقال للجهات المعنية:
"أعيدوا خور عبد الله للعراق… فقد طالت غربته!"

أليس من حق هذا الشعب الذي سلك دروب الحسين أن يطالب بما هو له؟
أليس من الإيمان أن نرفض سرقة البحر كما رفض الحسين سرقة الإرادة؟
ماذا لو تحوّلت الزيارة الأربعينية إلى ساحة عدالة؟
أكبر دعوى قضائية مليونية في التاريخ، يرفعها الشعب ليعيد الحق لصاحبه؟
ماذا لو أعلناها جميعاً:
"وإن ينصركم الله فلا غالب لكم"؟

لقد بات الخور كأنّه شاهد قبرٍ مغطّى بالخرائط المزيفة،
يُختطف على مرأى الجميع، ويمتد في الخرائط كجرحٍ بلا ضماد.
ألا يستحق هذا الخور أن يُحمى بمناديل الزائرين، بعباءات النساء اللواتي يُشعلن النار للضيوف، بالأكف التي تنحر الجهد حباً بكربلاء؟

تخيلوا…
أن كل زائرٍ سار إلى الحسين، قالها في قلبه:
"لن أبيع البحر كما لم يبع الحسين دينه".
تخيلوا… أن اليافطات التي تملأ الطرق من البصرة إلى كربلاء، حملت هذا الشعار:
"خور عبد الله لنا… ولن نُفرّط بشبرٍ منه".

تخيلوا… أن المراجع، والشيوخ، والخطباء، والمنشدين، جعلوا من خور عبد الله قضيتهم،
فصرنا نهتف للحسين، ونهمس في ذات الوقت للبحر:
"اصبر قليلاً يا خور، فإنّ أنصار الحسين قادمون".

الأربعين ليست طقساً فحسب، إنها نهج،
إنها لحظة يقظة وطنية، قد نكون بحاجة إلى أن نمدّها نحو كل شبرٍ مهدد،
كل ميناء يُباع، كل حدود تُرسم بخبث، كل موجة تُقطع عن مجراها.

الذين يقولون "لبيك يا حسين"، يجب أن يُكملوها بـ:
"ولبيك يا وطن".
فالحسين ليس فقط مأتماً، بل مشروع كرامة ممتد…
ولو خرجنا فعلاً من كربلاء بفكرة واحدة فقط، فلتكن:
"لن نخذل هذا الوطن مرتين… مرة حين قُتل فيه الحسين، ومرة حين يُسلَب فيه البحر".

الحق لا يُؤخذ بالهمس، بل بالصرخة، وإن كان الحسين قد نادى "أما من ناصر؟"
فها هو خور عبد الله يناديكم اليوم…
فمن يُجيبه؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين النعمة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/26



كتابة تعليق لموضوع : من ضفاف الخور الى ضريح الحسين: دعوى مليونية لاسترداد الموج المسلوب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net