من ذاكرة الابداع الهوان
د . الشيخ احمد الوائلي (رحمه الله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ احمد الوائلي (رحمه الله)

تعتمد بعض التدوينات الصادرة من مواقع اعلامية وفكرية، على زج ألفاظ جارحة لاتليق بالعناوين التي تحملها تلك التدوينات، ويصل الامر الى افتراءات وترتيب اضافات لاوجود لها، إلا في مخيلة اصحاب هذه المواقع. ترى تلك التدوينات ان عقد المتعة زنا وسفاح! حيث ان صاحب رسالة التحريم يذكر مستندا على رواية سعيد بن المسيب (بلغ الخليفة الثاني ان حشدا من الناس يتزوجون بالمتعة، فقال: متعتان كانتا على عهد النبي انا انهي عنهما واعاقب؛ متعة الحج ومتعة النساء... ويرى سعيد بن المسيب أنه: لولا النهي لكان الزنا جهارا).
ويقول أحد المفتين: إن الشيعة يجوّزون دخول المرأة في متعتين بنفس الساعة، ويتساءل لمن ينسب الحمل؟ وقال آخر: ان في بعض مدن الشيعة تنادي النساء في الطرقات: متعة، متعة! وكل شيخ شيعي له سبعون امرأة بالمتعة! ويقول احد الكتاب: انه دخل المدن الشيعية فرأى اطفالا في آذانهم اقراطا صفراء، فسأل عنهم فقيل انهم ابناء المتعة!
فهل رجع كل هؤلاء الى حقيقة الواقع، وراجع كتب الشيعة، وكلّف نفسه عناء البحث كي يرى حقيقة ما يعرضه للناس، ويقف عند الأدلة والمصادر وملابسات البحث؟ فلا وجود اطلاقا لما ينسبونه للشيعة إلا في مخيلاتهم المريضة، أليس عيبا أن يحمل رجل كالمفتي لقبا (طنانا رنانا) ثم يقول: ان الشيعيات يقفن على الطرق ينادين: المتعة، المتعة؟ أيدفع الحقد الانسان الى هذا الهوان؟ وهل دخول شخصين في متعة ساعة موجود حقيقة عند الشيعة؟ فهل يقبل المفتي ان يقال عن اهله مثل هذا الكلام؟ طبعا لو تبحث عن اساس القول ستجده قالها بمنطق العصبية، ولم يحترم الكلمة، ولا آثارها السيئة.
ومن ادعى بقطع رقاب علماء الشيعة لأنهم يتزوجون سبعين! نسأل الله ان يبقي رقبته لتكون شاهدا على إننا بلينا بقوم لا رقيب على كلامهم واقلامهم، ولا حاجز من تقوى الله... وهذا هو الهوان، وإلا لكان اولى ان يدعوا الى قطع رقاب الزناة، وذلك لايهمه بل الذي يهمه ان يشتم الشيعة، ليسجل بطولة يضيفها الى البطولات التأريخية التي سجلها اسلافه في الشتم.
نظرية زواج المتعة فقهية لها أدلتها في الكتاب والسنة، وكل النزاع المفتعل الآن هو انهم يدعون انها من الآيات المنسوخة، فلماذا هذه الضجة المريضة؟ تركوا مفاسد الزنا والخمر وسائر الرذائل من قتل وارهاب وتوجهوا الى مثوى واحد، ليتهم انصرفوا الى مهاجمة هذه الموبقات التي ترسخت في جسد الأمة، وليت الرماح تشرع الى صدور الملاحدة، ولكن كيف يشرعون الأسنة وهم دول ومؤسسات يخشونها، وبالمقابل ليس هناك ما يخافونه عند الشيعة.
بطولات تعويضية تصدر عن نقص وتستر على انهزامية، وإلا فكل رأي أو استنباط في اي بعد شرعي لاينتهي الى الكتاب والسنة فهو الى النار، ومضروب به عرض الجدار كان من كان قائله. هذا هو دين الله، وما قامت عليه حضارتنا، وأي رأي ينتصر على آخر من مسلم على مسلم، لايعتبر ربحا أو خسارة لأحد بل هو نصر للاسلام وللحقيقة والعلم...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat