الامام زين العابدين والقرآن الكريم في تفسير الميزان للطباطبائي (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

6- وفي الكافي، بإسناده عن عاصم بن حميد قال: سئل علي بن الحسين عليه السلام عن التوحيد فقال: إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان ـ أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى: "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ" (الأخلاص 1) والآيات من سورة الحديد إلى قوله: "عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ" فمن رام وراء ذلك فقد هلك.
7- وفيه أخرج ابن أبي شيبة عن أبي شريح الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تزالوا ولن تضلوا بعده أبداً. وفي المعاني عن السجاد عليه السلام في حديث: وحبل الله هو القرآن. أقول: وفي هذا المعنى روايات اخرى من طرق الفريقين. وفي تفسير العياشي عن الباقر عليه السلام: آل محمد هم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به فقال: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ" (ىل عمران 103). أقول: وفي هذا المعنى روايات اخر ؛ وقد تقدم في البيان ما يتأيد به معناها، ويؤيدها أيضاً ما يأتي من الروايات.
8- وفي العلل، بإسناد عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى الله عن ذلك قلت: فلم أسرى بنبيه محمد صلى الله عليه وآله إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه. قلت: فقول الله عز وجل: "ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى" (النجم 8-9) قال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ثم تدلى فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى.
9- وفي المناقب، في حديث طاووس عن زين العابدين عليه السلام: خلق الله الجنة لمن أطاع وأحسن ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا أما سمعت قول الله تعالى: "فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ" (المؤمنون 101) والله لا ينفعك غدا إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح. أقول: سياق الآية كالآبي عن التخصيص ولعل من آثار نسبه صلى الله عليه وآله أن يوفق ذريته من صالح العمل بما ينتفع به يوم القيامة.
10-في جامع الجوامع للطبرسي،: قرأ ابن مسعود وعلي بن الحسين زين العابدين والباقر والصادق عليه السلام: يسألونك الأنفال: أقول: ورواه عن ابن مسعود وكذا عن السجاد والباقر والصادق غيره. وفي الكافي، بإسناده عن العبد الصالح عليه السلام قال: الأنفال كل أرض خربة قد باد أهلها، وكل أرض لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ـ ولكن صالحوا صلحا وأعطوا بأيديهم على غير قتال فقال: وله يعني الوالي رءوس الجبال وبطون الأودية والآجام، وكل أرض ميتة لا رب لها، وله صوافي الملوك: ما كان في أيديهم من غير وجه الغصب لأن الغصب كله مردود، وهو وارث من لا وارث له، ويعول من لا حيلة له. وفيه،: بإسناده عن الصادق عليه السلام: في قوله تعالى: "يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ" (الأنفال 1) قال: من مات وليس له مولى فماله من الأنفال. أقول: وفي معنى الروايتين روايات كثيرة مروية من طرق أهل البيت عليه السلام ولا ضير في عدم ذكرها الأنفال بمعنى غنائم الحرب، فإن الآية بموردها تدل عليه على ما يفيده سياقها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat