في حين كانت النساء يبكين حزنًا على موضع الرأس الشريف،
تفتّحت أمامي طرق السماء،
ورأيتُ أمواجًا من الملائكة ترفرف بأجنحتها فوق المسجد المبارك،
وتبلّلت عباءتي من دموعها.
لم تكن تلك الجدران جدرانًا فحسب،
بل عباءة… كعباءة زينب،
انحنت على بنات النبوة،
تحميهنّ من حرارة الشمس، ومن عيون الأعداء.
كانت كموجٍ من الغيوم،
تُظلّل الأطفال وترويهم من رحمة السماء.
نعم… تلك الجدران نطقت.
أجل، لقد تحدّثت إليّ.
روَت لي شعورها يوم جلست زينب تحت ظلّها.
قالت:
"أنا صلبة كحديد…
لكنني لنتُ بحزن زينب.
ما كنتُ أتصوّر يومًا أن تجلس تحت ظلّي بنتُ عليّ!
رغم ألمي وحزني على الحسين،
لكنني كنتُ فرحة، مستبشرة،
زاهيةً بجلوسها.
انحنيت… كقطعة من ورق،
أحمي من كان عليّ يحميها.
كنتُ ظلًا يحاول أن يحمي شجرة!
فيا فخري، من مثلي؟
وقد جلست بنت عليّ تحت ظلّي!
من مثلي؟
وقد نلت شرف أن تطأني بأقدامها!
انحنيتُ لها…
وكيف لا أنحني؟
وهي التي كان عليّ نفسه ينحني لها!"
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat