كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الطبَگ

 

"الطبگ"، كلمة اعتدنا أن نطلقها على يوم العاشر من محرم الحرام، وقد تناولها العديد من الشعراء في قصائدهم.
ومنهم الشاعر عبد الحسين الحاتمي، الذي قال:

> شنو رأيك تريد اتمركّص بعاشور؟
تعرّس والهلاهل يرتفع دِنّه؟
سواد كلوبه الما بچت علـﮕ العباس،
وخبيثة البلطبك بآن وضحك سنّه،
صخام خشم الما تخشّع علـﮕ حسين،
وگيحة الما بچت خلّه بمحاسنها.

كلمة "الطبگ" تُستخدم كثيرًا عند ذكر يوم العاشر، لكنها تثير تساؤلًا:
هل نعرف معناها؟ وما هو أصلها؟

فبحثتُ عنها، فوجدتُ لها عدة تفسيرات، منها:---

1- من صوت "الطَبْك" أو الطَرق:

يُقال إن الاسم مأخوذ من صوت الطبول أو الطرق الشديد على الصفائح أو الطارات في المواكب الحسينية، حيث يكون يوم العاشر ذروة العزاء، ويعلو فيه صوت الطبول والنحيب، حتى يُقال: "يوم الطَبَگ"، أي يوم الطرق والصوت القوي.---

2- من "الطَبَگ" بمعنى الحصار أو التضييق:

في اللهجة العراقية، يُقال: "طَبَگ عليه" أي "ضيّق عليه" أو "حاصره".
ويُعتقد أن التسمية جاءت من شدة الحصار الذي فُرض على الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته في يوم العاشر من محرم، فصار "الطَبَگ" رمزًا للمصيبة الكبرى والحصار المأساوي.---

3- من "الطَبْق" كناية عن السواد أو الغطاء:

وفي بعض التفسيرات الرمزية، يُقال إن "الطَبَگ" يُشير إلى السواد الذي غطّى كربلاء يوم العاشر، حين عّم الحزن والوجع، وكأنّ السماء والأرض لَبِسَت السواد، فغدت "مطبوكة"، أي مغطّاة بالحزن.---

ومن الشعر الشعبي أيضًا:

> لو تطبك الطابك طَبّك،
لو تمطر الدنيا فَشَك،
ما نترك اللطم والنعي،
ولو نحچي وسط الحِلَك.---

ملاحظة:

كل هذه التفسيرات شعبية شفاهية، لم تُوثَّق في المعاجم الرسمية أو المصادر الأكاديمية، لكنها تعبّر عن وجدان شعبي عميق، وذاكرة عاشورائية تناقلها الناس في الجنوب العراقي – خاصّة في الناصرية، العمارة، البصرة – فصارت "الطَبَگ" ليست مجرد كلمة، بل نبض حزنٍ وهُوِيَّة عاشورائية.

 

الطبك_العاشر_محرم.jpg

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!