حديث عاشوراء -٣-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

(وَمِثلي لا يبايعُ مثله .. صراع بين مدرسة الحق والباطل)
لقد جسَّد سيد الشهداء الإمام الحسين "علسه السلام" مدرسة الحق والخط المتمثِّل بالأنبياء والأوصياء "عليهم السلام"، واراد أنْ يؤكِّد على ذلك، ويؤسِّس لأتباعه وشيعته مبدىء ذلك وإنْ كان الثمن التضحية بالنفس والأهل والأصحاب، وقد وقف ذلك الموقف التاريخي بخادطب والي المدينة "الوليد بن عتبة" تاذي طلب منه البيعة ليزيد بن معاوية.
فقال له الإمام الحسين "عليه السلام": ((إنَّا أهلُ بيتِ النبوةٍ، ومعدنُ الرسالةِ، ومختلَفُ الملائكةِ، ومحلَّ الرحمة، بنا فتحَ اللهُ، وبنا يختمُ، ويزيدُ رجلٌ شاربٌ للخمورِ، وقاتلُ النفسِ المحرَّمةِ، معلنٌ بالفسقِ، ومثلي لا يبايعُ مثله ..)).
إنَّ هذه الصرخة الحسينية الخالدة قد ذكرَتْ مبادىء هذه المدرسة الرسالية التي الإمام الحسين "عليه السلام" والتي فيها تلك الصفات (الست) التي لا يمكن أنْ يتكرها أيُّ مسلم، ووذكر صفات (ثلاث) لمدرسة الباطل والجور والطغيان، فأراد أنّ يذكِّر الناس بهاتين المدرستين من جهة، وبيان استبداد الطغاة الذين يريدون البيعة من الناس كلهم والخضوع لهم نت جهة ثانية، وأراد التأكيد على أنَّ مدرسته إنما تمثِّل دين الله تعالى ومقدساته العظيمة من جهة ثالثة، وأنَّ مَنْ ينتمي إلى هذه المدرسة الحسينية وينادي (لبيكَ يا حسين) فعليه أنْ يعرف:
-ما هو الحسين؟
-وما هي مدرسته؟
-وما هي مبادؤها؟ من جهة رابعة
وأخيرًا .. إنَّ على الحسينيين الذين ينتمون إليه أنْ يجعلوا خدمة الدين ومقدساته، والتمسُّك بتعاليم الشريعة المقدسة هو المعنى الحقيقي لهذا الصراع، والمعنى الحقيقي للشعار الخالد (ومثلي لا يبايع مثله) من جهة خامسة.
خادم الثقلين
الأحد ٣ محرم ١٤٤٧هج
٢٩-٦-٢٠٢٥م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat