مِلَّة الكفر واحدة .. والإسلام!!
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

إنَّ المتتبع للسياسة العالمية في التاريخ المعاصر يرى مدى تلاحم الغرب فيما بينهم لتحقيق مآربهم العدائية المبطَّنة للإسلام، فلا ينظرون إلى المسلمين وبلادهم إلا أنهم سلعة تجارية يتعاملون معها، تعامل السيد الطاغي مع عبده الذليل، ويعترفون أنَّ ما في بلاد المسلمين من خيرات طبيعية ثمينة هي ملك لهم، ولا بد من المسلمين أنْ يسلمونهم ذلك طوعًا أو كرهًا، وهذا يحتاج إلى كلام آخر!!
-١-
ولكن على مدى سنة ونصف منذ طوفان الأقصى لفلسطيني غزة ضد الكيااان الصهيو@ني كان هذا الغرب الكافر على ملته الواحدة وهو ينظر لما يقوم به الكيااان من تدمير، وهو يردد مقولته الموحدة الشهيرة (حق إسرائيل في الدفاع عن النفس)، فهم يطوفون حول إسرائيل، ويقدِّمون كل أنواع المساعدة لها، موحَّدون في ذلك!!
-٢-
والمسلمون موحَّدون كذلك بالاستنكار الإعلامي والتنديد الإعلاني بالألفاظ، ولم يقدِّموا شيئًا ينصر أهل غزة سوى اللقاءات والمؤتمرات، والكيان لا يسمع حرفًا منهم!!
-٣-
واليوم حيث هجوم الكيان الصهيو#ني على إيران بتلك الوحشية والانتقامية، والغرب معه وخلفه تكنولوجيًّا وإعلاميًّا ومعنويًّا واحدًا موحَّدًا سرًّا في الدفاع عنه في المحافل العالمية، وهم يتظاهرون بعدم الوقوف معه وخلفه!!
-٤-
وأما المسلمون العرب فكأنهم في كوكب آخر لا يسمعون أو ينظرون لكيانهم الغاصب مقدساتهم، والذي يدَّعون عداءهم له، وهم يرون ما يفعل من جرائم وحشية ضد البلد الوحيد الذي وقف أمام غطرسة عدوهم علانية ..
فماذا قدَّموا له؟
أو ماذا سيقدمون له في معركتهم المصيرية ضد الكيان لأول مرة في تاريخ العرب ونحن في أيام نكسة حزيران الشهيرة المعهودة؟
فهل هناك دعم بسلاح!!
أو تكنلوجيا!!
أو أرض!!
أو سماء ينفِّذ من خلالها ضرباته، ويحقق حلمهم العروبي العميق!!
-٥-
وأما المسلمون غير العرب الذين هم مئات الملايين في بلدان كبيرة، فماذا سيكون دعمكم للجمهورية الإسلامية هل سيقتصر على الاستنكار والتنديد ضد الكيااان الغاصب لمقدساتكم!!
أم سنرى طائرتكم وأسلحتكم وتكنلوجيتكم وشعوبكم يدًا بيد ضد هذا الكيان؟!
أم لا سمح الله كلاكما تخشيان اسم الكيااان، فضلًا عن سلاحه وطائراته وصواريخه!!
أخيرًا ..
أخشى عليكم أنْ تتوحدوا مع العرب في ذلك فتحققوا شعار الملة الواحدة بطريقة الهوان!! والسلام
خادم الثقلين
الاثنين ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦هج
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat