صفحة الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

الغدير شمس لا تغيب (6)
رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  الحمد لله تعالى على جميع النعم واعظمهت الولاية ويومها العظيم ، انه يوم الغدير اختصر فيه الدين كله في كلمة: الولاية. ففي يوم الغدير، صدع النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأمر ربه، ورفع يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على رؤوس الأشهاد، ليُعرّف الأمة بخليفتها، وقائدها بعده، وليقطع الطريق على التأويل والانحراف، لكن ما أقسى الجحود، حين يتلبّس بثوب القرب، وما أظلم التاريخ حين يكتبه من قلبوا ظهر المجنّ للحق، ودفنوا نور الغدير تحت تراب المصالح.

     في أصول الكافي : أبو عليّ الأشعريّ ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ ، عن العبّاس بن عامر ، عن جابر بن المكفوف ، عن عبد اللّه بن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللّه - عليه السّلام - قال: اتّقوا علی‌ دينكم و احجبوه بالتّقيّة، فإنّه لا إيمان لمن لا تقيّة له. إنّما أنتم في النّاس، كالنّحل في الطّير. لو أنّ الطّير تعلم ما في أجواف النّحل، ما بقي منها شيء إلاّ أكلته. و لو أنّ النّاس علموا ما في أجوافكم أنّكم تحبّونا أهل البيت ، لأكلوكم بألسنتهم و لنحلوكم في السّرّ و العلانية رحم اللّه عبدا منكم كان علی‌ ولايتنا . 

      لا بد من معرفة حق صاحب الغدير، ومن أوجب حقه، إن عليا (عليه السلام) ليس رجلاً عاديًا في الإسلام، بل هو نفسُ النبي، وبابُ علمه، وسيفُ عدله، والميزان الذي وُزن به الإيمان والكفر. فمن تجاهل حقه، فقد تجاهل الوصية، ومن أنكر ولايته، فقد أنكر ما أمر الله به، وخالف النبي فيما بلّغ.

      تبا لمن انقلب على يوم الغدير، فقد خان الأمانة وضلّل الأجيال، وساهم في تقلّب الأحوال ودخول الناس في الاهوال، هو لم يخن فردًا، بل خان أمة. لم يُغيّر وجهة حكم، بل حرّف مسار الرسالة. غُيّب علي، فغُيّب العدل، وتُركت الأمة في دوامة الفتن.

     ان المخالف للغدير مخالف للفطرة؛ لأن الفطرة السليمة تميل للحق، وتمجّد الفضيلة، ولا تنكر البصائر، ولا تعمى عن شمسٍ في رابعة النهار.

     ان المخالف للغدير مقيم على المنكر، فالذي يعرض عن نصّ صريح، وشهادة نبوية، وإعلان رباني، إنما يُقيم على الجحود، ويُصرّ على الانحراف، مهما تلونت مبرراته أو تزيّنت كلماته.

     فالغدير معيار الإيمان، وامتحان الولاء، ومن عرف الغدير عرف الحق، ومن عرف الحق تبعه برحمة الله تعالى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض السيد عبد الأمير الفاضلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/16



كتابة تعليق لموضوع : الغدير شمس لا تغيب (6)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net