صفحة الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

ما أجمَلَ أنْ تَكونَ أَباً لعالم!
رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

      الدُّنيا دارُ فَناءٍ، لا يَبقى فيها إلّا العَمَلُ الصالِحُ، ومِن أشرَفِ الأعمالِ الصالحة عندَ اللهِ تعالى: طَلَبُ العِلمِ، والتَّفَقُّهُ في الدِّينِ، كما في روايات لا عدّ لها.

     فيا أَيُّها الآباءُ الكِرامُ، هَل فكَّرتُم يَومًا أنْ تَكونوا سَببًا في بُروزِ عالِمٍ ربّانيٍّ، وفَقيهٍ رَشيدٍ، يَنهَضُ بأمرِ اللهِ، ويَحفظُ الدِّينَ، ويَكُونُ ذُخرًا لكُم بعدَ المَماتِ؟

      فكما تَتَمنَّوْنَ لِأبنائِكُم طَريقَ النَّجاحِ في الطِّبِّ والهِندَسةِ، فَلْتَتَمنَّوْا – وأَنتُم أَهلُ الدِّينِ – أنْ يَكونَ مِنهم عالِمٌ، تقيّ، ناصِرٌ للدِّينِ، مُهذَّبُ النَّفْسِ، مُستنيرُ البَصيرَةِ.

      فَما مِن عَمَلٍ يُبتغى فيهِ وَجهُ اللهِ تعالى إلّا وكانَ سَبيلًا إلى التوفيقِ في النشأتين، ولكنَّ أهلَ البيتِ (عليهمُ السَّلامُ) خَصُّوا التَّفَقُّهَ في الدِّينِ بِمَرتَبَةٍ عاليةٍ، إِذْ هو الحِصنُ أَمامَ الشُّبهاتِ، والنُّورُ في زمنِ التِّيهِ والانحِرافِ.

      وقد قالَ النَّبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ):
«إِذَا ماتَ الإِنسانُ انقَطعَ عَمَلُهُ إِلّا مِن ثلاثٍ: عِلمٌ يُنتَفَعُ بِهِ، أو صَدقَةٌ جارِيَةٌ، أو وَلَدٌ صالِحٌ يَدعو لَهُ» روضة الواعظين.

     فما أَجمَلَ أنْ تَكونَ أَبًا لِمتفَقّهٍ يَعمُّكَ خَيرُهُ، وتَرتَفِعُ عنَد الله تعالى وفي الدنيا بذِكرِه، كَما ارتَفَعَ آباءُ العُلماءِ الأَعلامِ في الدُّنيا والآخرةِ.

      وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله: «ساعةٌ مِن عالِمٍ يَتَّكئُ على فِراشِهِ، يَنظُرُ في عَمَلِهِ، خَيرٌ مِن عِبادَةِ العابدِ سَبعينَ عاماً» روضة الواعظين، وروايات هذا المعنى كثيرة.  فَطالِبُ العِلمِ العامِلُ بِعِلمِهِ شَفيعٌ لِأَهلِهِ، وَرَحمَةٌ لِمُجتَمَعِهِ، وَدَليلُ نَجاةٍ لِأُمَّتِهِ، بَعدَ توفيقِ اللهِ تعالى.

    أَيُّها الكِرامُ: فاغرِسوا في قُلوبِ أَبنائِكُم حُبَّ العِلمِ، وَهَيِّئوا لَهُم طَريقَ الحَوزةِ العِلميَّة، لعلَّ اللهَ أَنْ يَجعَلَ فيهم خَلَفاً يُرضيهِ، ويُرضيكُم، وَيَكونَ صَدَقَةً جارِيَةً لَكُم لا تَنقَطِعُ أَبَداً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض السيد عبد الأمير الفاضلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/20



كتابة تعليق لموضوع : ما أجمَلَ أنْ تَكونَ أَباً لعالم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net