قالت جدتي ونحن ملتفّين حولها، صغارًا وكبارًا:
"يا أولادي، اليوم سأحكي لكم عن أجمل قصة زواج في تاريخ الإسلام. ليست قصة أميرة في قصر، ولا بطل في مغامرة، بل قصة شاب طيب، وشابة طاهرة، جمع بينهما الله، وكان حبّهما مليئًا بالإيمان والرحمة."
"كان علي بن أبي طالب شابًا شجاعًا، لا يخاف، ويحب الله ورسوله كثيرًا. وكان يساعد النبي في كل شيء، حتى أن النبي قال عنه:
'أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.'
وفي يوم من الأيام، جلس علي يفكر:
'قلبي يحب فاطمة، بنت رسول الله، فهي طيبة، مؤمنة، وحنونة... هل أطلبها للزواج؟'
لكن علي كان فقيرًا، لا يملك مالًا ولا بيتًا، فقط سيفه ودرعه. فذهب إلى النبي، وقال له وهو خجول:
'يا رسول الله... أريد أن أتزوج فاطمة.'
فابتسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسأله:
'وماذا تملك يا علي؟'
فقال علي بصراحة:
'أملك درعي وسيفي.'
فقال النبي:
'أما سيفك فلا غنى لنا عنه، وأما درعك فنأخذها مهرًا لفاطمة.'
ثم نادى النبي فاطمة، وقال لها برقة:
'يا فاطمة، إن عليًا قد خطبك، فهل تقبلين؟'
فابتسمت الزهراء، ودمعت عيناها من الفرح، وقالت بخجل:
'نعم يا أبتِ.'
ففرح النبي، وفرح علي، وفرحت فاطمة، وزُفّوا في ليلة بسيطة، ليس فيها ذهب ولا حفلات، لكن فيها بركة من السماء.
وبعد الزواج، عاش علي وفاطمة في بيت صغير، كانوا يطبخون معًا، ويضحكون معًا، ويصلّون معًا. كانت الزهراء تقول:
'ما رأيت عليًا يومًا غاضبًا، ولا سمعت منه كلمة تؤذيني.'
وكان علي يقول:
'فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وهي نور عيني، وريحانة قلبي،
ثم قالت جدتي بابتسامة:
"يا أولادي، تعلموا من علي وفاطمة، أن الحب الحقيقي يكون في الاحترام، والرحمة، والمشاركة. لا في الهدايا الغالية، ولا في المظاهر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat