الذكاء الاصطناعي حاضر والتفكير البشري غائب بإذن الله !!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن

هل سنستمر في التفكير أم نترك الذكاء الاصطناعي يفكر نيابةً عنّا؟
في عالمنا اليوم، دخلت التكنولوجيا إلى جميع تفاصيل الحياة، وأصبح الذكاء الاصطناعي حاضرًا في الجيب، وعلى الشاشة، وحتى في الحوارات اليومية. بمجرد أن تطرح سؤالًا، تجد الجواب أمامك خلال ثوانٍ. وإن بحثت عن معلومة، وجدتها فورًا. كل شيء بات سهلاً وسريعًا. لكن السؤال هو: هل هذا التقدّم مفيد دائمًا؟ أم أن هناك مخاطر خفيّة نحن غافلون عنها؟
الراحة الزائدة تُضعف العقل ،
حين يتوقّف الإنسان عن بذل الجهد العقلي ويعتمد بشكل كامل على البرامج الذكية لتقوم بالتفكير عنه، فإن قدرته على التحليل والفهم تبدأ بالضمور. وهذا ما نلاحظه اليوم لدى كثير من الشباب، الذين أصبحوا يعتمدون على محركات البحث والذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات جاهزة دون محاولة الفهم أو البحث بأنفسهم.
أين ذهبت مهارات البحث والتفكير النقدي؟
في السابق، إن أراد المرء معرفة معلومة، لجأ إلى الكتب، أو استشار من هم أعلم منه، أو ناقش وتبادل الآراء مع الآخرين. هذه العملية كانت تساهم في بناء عقلية قوية قادرة على التمييز بين الصواب والخطأ. أما اليوم، فإن الإجابة تصل خلال ثوانٍ، وغالبًا ما تُؤخذ كما هي دون تحقق أو تمحيص.
الإبداع في خطر ،
الإبداع لا ينشأ من النقل أو التكرار، بل من التجربة، والخيال، والتفكير الحر. الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خمول فكري وجمود في طريقة التفكير، مما ينعكس سلبًا على القدرة على الابتكار والتجديد.
الحل: ليس في المنع، بل في التوازن
نحن لا ندعو إلى مقاطعة التكنولوجيا، بل إلى استخدامها بشكل واعٍ ومتوازن. من المهم أن نُعلّم أبناءنا أن الذكاء الاصطناعي هو أداة مساعدة، لا بديل عن عقولهم. علينا أن نشجعهم على التفكير، والتحليل، والقراءة، قبل أن يلجؤوا إلى الأجوبة السريعة.
المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي ذاته، بل في الطريقة التي نتعامل بها معه. إن فقدنا قدرتنا على التفكير والتأمل، فإننا نُفرّط بأغلى ما نملك: عقولنا. فلنحرص على أن تبقى هذه العقول حيّة، يقظة، ومُبدعة، حتى نتمكّن من مواكبة التطوّر دون أن نضيع فيه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat