صفحة الكاتب : محمد النصراوي

أمنُ الكيان.. خرابُنا
محمد النصراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا شيء أخطر على الاستقرار من أن تُصادر إرادة شعوبٍ بأكملها لصالح كيانٍ واحد، وأن تُعاد هندسة خارطة المنطقة وفق منطق "أمن الكيان" لا "عدالة القضايا".
لسنا هنا أمام تحالفات دولٍ ولا مصالح اقتصادية، بل أمام رهن شعوبٍ تُمنع من تنمية ذاتها لأن كياناً صغيراً يزعم أن وجوده مهددٌ بكل ما حوله، فيُجَيشُ العالم لردع الجميع، لا لردعه.
المعادلة انقلبت منذ عقود، لم تعد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة هي "الاستثناء" بل أصبحت "القاعدة" التي تُبنى عليها السياسات الغربية، وتحول صوت الطفل الفلسطيني وأشلاء المدنيين في الضفة وغزة وقوافل الشهداء في لبنان واليمن وسوريا إلى خلفيةٍ صامتةٍ للمشهد، لا توقظه إلا صواريخ تُطلق من طرفٍ لا يُراد له أن يَرِد.
الخطير في الأمر أن منطقة الشرق الأوسط برمتها تُعامل كخندقِ حمايةٍ للكيان الإسرائيلي، وليس كوطنٍ لشعوبٍ تسعى إلى الأمن والسيادة والنمو، تُمنع دولٌ من امتلاك أبسط أدوات الدفاع، بينما يُسمح للكيان الغاصب بتكديس السلاح وإشعال الحرائق وقتما شاء، تُفرض العقوبات على من يُقاوم وتُمنح الحصانات لمن يَحتَلُ ويَقتُلُ ويَهدِم.
ثمةَ سؤالٌ علينا أن نطرحه، لا على العالم فحسب بل على أنفسنا أيضاً:
هل يعقل أن يُهَدَدَ أمن الخليج واستقرار العراق ووحدة سوريا وسيادة لبنان وسلام اليمن وعافية إيران، من أجل كيانٍ محتلٍ غاصب؟!
هل من الطبيعي أن تتحول ممرات الطاقة ومناطق التبادل والطرق التجارية إلى ميادين ملتهبةٍ في سبيل حماية دولةٍ قامت على الدم والتشريد والإنكار؟
إن الانحياز الغربي الأعمى لهذا الكيان لم يعد خطيئةً سياسيةً فحسب بل جريمةٌ بحق الاستقرار العالمي، ومن حق دول المنطقة بل من واجبها أن ترفض أن تكون أدواتٍ في معركةٍ ليست معركتها، وتدفع فاتورة أمن غيرها على حساب حاضرها ومستقبلها.
هذه المعادلة لن تنكسر ما لم يُكسر "ذل الصمت" وما لم تُرفع أصواتٌ ترفض أن تبقى الشعوب رهائن لابتزازٍ استراتيجيٍ طويل الأمد،
فأمن المنطقة لا يتحقق بإسكات الضحايا، بل بكف يد الجلاد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد النصراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/13



كتابة تعليق لموضوع : أمنُ الكيان.. خرابُنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net