صفحة الكاتب : ا. غالب الحبكي

 الأخلاق في ضمير غاندي و بناء المجتمعات والحفاظ عليه. 
ا. غالب الحبكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


كثيراً من وقت علينا التمعن في هذا الحوار الذي دار بين "أنديرا غاندي ووالدها"، اذ يتبين لنا فيه حقيقة جوهرية،  هي الأخلاق، وهي ليست مجرد سلوكيات فردية، بل هي الركيزة الأساسية التي تبنى عليها الأمم، فمهما يبلغ المجتمع من تقدم والرقي  الاقتصادي والتعليمي والرفاهية ، الا أنه عرضة للانهيار،  وانهيار القيم الأخلاقية، قد تؤدي إلى تفكك المجتمع وضياعه.

الأخلاق هي الركيزة الاساس للاستقرار تعد الأخلاق الرابط الخفي الذي يحفظ المجتمعات من التفكك، فهي تحكم وتحدد العلاقات بين الأفراد والمجتمع، وتضبط تصرفاتهم، وتزرع فيهم قيم الاحترام والتعاون، والامانة، والصدق، وعندما تنهار هذه القيم، تسود الفوضى ويتجذر الفساد والانحطاط الخلقي،  حينها تصبح الحياة أشبه بغابة ، حيث يكون البقاء للأقوى وليس للأصلح.

وقد عبر عن هذه الحقيقة والد أنديرا غاندي حين سألت والدها:  

"ماذا يحدث في الحرب؟"  

فأجابها:  "ينهار التعليم والاقتصاد."

 

قالت:  "وماذا يحدث بعد انهيار التعليم والاقتصاد؟"  

فردّ عليها: "تنهار الأخلاق."

فسألته مرة أخرى:  "وماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق؟"  

فقال لها بمنتهى الحكمة: "وكيف يعيش الإنسان في بلد انهارت أخلاقه؟"

الاجابة الحكيمة تنبع من الحكمة والادراك والوعي القائد الذي ينبع من عمق التاريخ، وهو الشاهد على انهيار الأمم. 

قد  مر علينا  التاريخ، حين شهدت الحضارات الكبرى لحظات ازدهار اقتصادي وتعليمي، ولكن في النهاية تراجع ميزان  الأخلاق، وبدأت في الانهيار الكامل،  فالإمبراطورية الرومانية، على سبيل المثال، لم تسقط بسبب ضعف اقتصادي أو عسكري فحسب، بل لعب الفساد  الأخلاقي دوراً رئيسياً في تدميرها وادى الى انهيارها بالكامل.

دور الفرد في الحفاظ وسلامة على القيم والمؤروث الادبي والاخلاقي والديني.

إن التحدي الحقيقي الذي يواجه الإنسان ليس فقط تحقيق النجاح المادي، بل الحفاظ  على النتاج القيم الأخلاقية والقيم العلمية وتدريب الاجيال لتبقى مستمرة على ذلك الخط المستقيم،  فكل فرد منا هو مسؤول عن دعم هذه القيم في المحيط المجتمعي، سواء من خلال تربية أجيال، وحثها على تتمسك بالصدق والأمانة، أو التصدي ضد للسلوكيات الفاسدة ومحاربتها، كي لا تهدد استقرار المجتمع.

الأخلاق  هي حب الوطن  والدعامة الحقيقية لحماية المجتمع، أساس الحياة والقيم الكريمة والتراث الموروث من الاباء والاجداد وتاريخنا الطويل ، فلا يمكن لمجتمع أن ينهض أو يستمر دون أن تكون الأخلاق هي الآساس ، وكما قال  غاندي، يستطيع الإنسان أن يتكيف مع نقص الغذاء أو المال، ولكن لا يمكنه أبداً أن يتعايش في مجتمع انهارت فيه الأخلاق. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ا. غالب الحبكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/13



كتابة تعليق لموضوع :  الأخلاق في ضمير غاندي و بناء المجتمعات والحفاظ عليه. 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net