صفحة الكاتب : سماهر الخزرجي

الرجعة في الكتاب والسنة
سماهر الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

: تضافرت الروايات عن اهل البيت عليهم السلام في صحة الرجعة، وقبلها عززها الله في محكم كتابه الكريم في آيات عدة، ومفهوم الرجعة يختلف عن مفهوم المعاد الذي هو أصل من أصول الدين، فالمعاد هو الحشر للحياة الاخرة، والرجعة هي رجوع الأموات إلى الحياة في عصر ظهور الإمام عجل الله فرجه، رجوع فئات معينة من الناس. 
ومن تلك الآيات التي دلت على الرجعة 
١_قوله تعالى (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)(١) فلو تأملنا الآية لنرى أن النصر لم يتحقق للأنبياء والأوصياء في الحياة الدنيا، فمتى يتحقق هذا الوعد؟! 
فقد روى القمي في تفسيره و سعد بن عبد اللّه عن الصادق عليه السّلام قال: ذلك و اللّه في الرجعة. أما علمت أن أنبياء اللّه كثيرا لم ينصروا في الدنيا وقتلوا والأئمة من بعدهم قتلوا و لم ينصروا في الدنيا فذلك في الرجعة، إذن ذلك الوعد الإلهي سيتحقق في الرجعة.
٢_الآية في قوله تعالى( وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ)(٢) 
روى القمي في تفسيره عن الصادق عليه السّلام في الصحيح قال انتهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم الى أمير المؤمنين عليه السّلام و هو نائم في المسجد قد جمع رملا و وضع رأسه عليه فحرّكه برجله ثم قال: قم يا دابة اللّه، فقال رجل من أصحابه: يا رسول اللّه أ نسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال: لا و اللّه ما هو إلا له خاصة و هو الدابة التي ذكرها اللّه في كتابه، و إذا وقع القول الخ ... ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك اللّه في أحسن صورة و معك مسيم تسم به أعداءك
:٣_ قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}(٣) فقد ورد في أخبار كثيرة أن هذه النصرة تكون في الرجعة، و عن الصادق عليه السّلام في هذه الآية قال: ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم إلا و يرجع الى الدنيا فينصر أمير المؤمنين عليه السّلام، و قوله: لتؤمنن به يعني رسول اللّه و لتنصرنه يعني أمير المؤمنين عليه السّلام.
وهناك فئتان تتحقق لهما الرجعة، وهما: المؤمن الذي محض الإيمان محضاً، ليحظى بنصرة صاحب الزمان عجل الله فرجه لينال بذلك الدرجات العلى، والكافر الذي محض الكفر محضاً، ليعيش وبال أمره ويستوفي المظلوم حقه منه. 
ونستشف من الروايات إن الرجعة تكون على ثلاثة دفعات 
الأولى: للمؤمن الذي محض الإيمان محضاً، والكافر الذي محض الكفر محضاً. 
الثانية: رجوع الحسين بن علي (عليه السلام) فعن صادق اهل البيت عليهم السلام قال:{أول من يرجع إلى الدنيا، الحسين ابن علي (عليه السلام) فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر}
وكونه أول من يرجع لا ينافي الرجعة الأولى للمؤمن والكافر، فهنا الرواية تشير إلى أنه أول من يرجع من اهل بيته لا عامة الناس. 
والثالثة: هي رجوع أمير المؤمنين (عليه السلام) وهذه تتحقق بعد استشهاد الإمام المهدي(ما منا إلا مسموم أو مقتول) فيسلم الإمام المهدي له مواريث الأنبياء والأوصياء وختم الولاية، فيقوم الحسين عليه السلام بتغسيله وتكفينه ودفنه. 
وجاء عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة)  قال: الراجفة الحسين بن علي (عليه السلام)، والرادفة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي (عليه السلام)، في خمسة وسبعين ألفا وهو قوله تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)
حيث يرجع الحسين عليه السلام ويرجع أهل البيت جميعاً، والانبياء والرسل والصالحين ليتحقق النصر الإلهي الموعود في الآية السابقة، 
وتعاد ملحمة الطف في كربلاء لينتصر فيه الحسين وأهل بيته وصحبه، ويقتل بني أمية عن بكرة ابيهم
إذن هناك ثلاث رجعات 
رجعة للمؤمن والكافر، حيث يخير المؤمن فيه بين الرجوع او البقاء في رضوان الله، 
ورجعة الحسين الشهيد عليه السلام واهل بيته وصحبه الذين قتلوا معه وجملة من الإنبياء والرسل والصالحين
ورجعة إلامام علي عليه السلام واهل البيت عليهم السلام، 
فتقام ثلاثة دول 
الأول: دولة العدل الإلهي بحكم الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه
اِلـهي مَنْ ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ ب, 
والثاني: دولة يحكمها الحسين عليه السلام بعد استشهاد الإمام المهدي عليه السلام 
والثالث: اكبر من الدولتين السابقتين حيث يحكمها النبي محمد صلى عليه وآله وسلم، وبذلك يتحقق الوعد الإلهي في الآية الكريمة (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)

___
١_سورة غافر، آية ٥١
٢_سورة النمل، آية ٨٢
٣_سورة آل عمران، آية 81


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سماهر الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/07



كتابة تعليق لموضوع : الرجعة في الكتاب والسنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net