راي د.فاضل الجمالي بعبد الكريم قاسم
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

كل من كتب عن حقبة العراق ايام الملوكية عندما يتطرق الى سيرة الدكتور فاضل الجمالي فاما يمتدحه او يتجاهله ولكن لا يندد به .
وطنيته لوطنه وللوطن العربي لا شك فيها ولا جدال ومواقفه تشهد له هذا ناهيكم عن خبرته التربوية والتعليمية في هذا المجال ولما له من دراسات وبحوث ومؤلفات للنهوض بالعملية التربوية في العراق .
عرف الجمالي في كثير المواقف الجريئة على مستوى العراق والعرب والعالم ، واهم ما عرف عنه انه يؤيد العلاقات الجيدة مع الغرب حيث كان يميل لانماء هذه العلاقات حتى ان المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية كانتا ينظران اليه نظرة تقدير واحترام حتى ان الدكتور مؤيد الونداوي في كتابه ( الاتحاد العربي في الوثائق البريطانية ) اكد ان لانكلترا وامريكا دور رئيسي في اطلاق سراح الجمالي من سجن عبد الكريم قاسم الذي حكمه بالاعدام من قبل محكمته سيئة الصيت المعروفة بالمهداوي ، وحقيقة وعجبا لهذا الرجل اقصد الزعيم قاسم في تفكيره وسياسته ولو سالناه ماهو الجرم الذي ارتكبه الجمالي حتى يحكم بالاعدام ؟
وهناك من كتب يقول ان ملك المغرب هو من سعى لاطلاق سراحه من سجون قاسم حيث شرط زيارته لبغداد الا في حالة اطلاق سراح الجمالي .
التوجه الاخر للدكتور الجمالي انه يؤمن ويعتقد بانضمام الكويت الى العراق حتى انه دافع عن رايه في مقال له بعد اجتياح العراق للكويت سنة 1990 ، وكان له اعتراض عندما فكر البعض بانضمامها للاتحاد العربي مع العراق والاردن باعتبارها جزء من العراق .
وعلى ذكر عبد الكريم قاسم فانه حقا لا يفقه بالسياسة شيئا وهذا لا يمس نزاهته فهو نزيه بلا شك وبسيط ومتواضع ، لكن السياسة مهارة وفن ودهاء ، وليست سذاجة وغرور ، وذكرت ذلك في اكثر من مقال لي لكن ما ذكره الدكتور الجمالي هو شهادة خبير ومثقف وذو نظرة سياسية ثاقبة من خلال هذا الموقف الذي ذكره الونداوي .
كتب الدكتور مؤيد الونداوي في كتابه ( الاتحاد العربي في الوثائق البريطانية ) قائلا : حدثني الراحل فاضل الجمالي في أثناء لقائي إياه في بيته في ضاحية المرسى في العاصمة التونسية (5) تشرين الأول/ أكتوبر (۱۹۸۵) بحضور زوجته سارة باول الجمالي، عن تفاصيل لقائه الزعيم عبد الكريم قاسم بعد أن أخذ (أي الجمالي) على حين غفلة من السجن الرقم واحد.
جرى بينهما البحث في قضايا تاريخية وسياسية أخرى، وكان اللقاء في الرابعة فجرا ودام ثلاث ساعات، وأبدى قاسم احترامه للجمالي، وسأله عن السياسة الخارجية العراقية وعن بعض أسرار حلف بغداد. قال الجمالي : وجدته لا يفقه في القضايا السياسية شيئًا، لكنه يعيش نشوة الانتصار الذي حققه، وتعجبت كيف سيدير هذا الضابط شؤون العراق وبمثل هذه العقلية المضطربة. وفي تلك الليلة أصدر أوامره بإطلاقي رهن الإقامة الجبرية، وبقيت في داري حتى قدمت طلبا للاستشفاء خارج العراق، فوافق الزعيم، وغادرت ومعي زوجتي سارة إلى بيروت التي بقيت فيها ردحا من الزمن، حتى استدعاني الرئيس الحبيب بورقيبة ومنحني حق الإقامة والضيافة في تونس، مع توفير بيت وسيارة وسائق وخادمة. وعندما زار الجمالي الجزائر في عهد الشاذلي بن جديد عام ١٩٨٥، استقبل استقبالاً رسميًا وشعبيًا، اعترافًا بدوره وجميل صنعه من أجل القضية الجزائرية في الأمم المتحدة في الخمسينيات.
اخيرا الدكتور الجمالي في يوم وفاته سنة 1997 كتبت الصحف العالمية وفاة اخر من وقع على قرار تاسيس الامم المتحدة حيث كان ضمن الـ ( 45) دولة التي وقعت ميثاق الامم المتحدة وكان وزيرا لخارجية المملكة العراقية في حينها
الجمالي واحد من القلائل الذين يحملون حب خدمة العراق والذي لم يمنح الفرصة لذلك بسبب الخبث الانكليزي لان العراقيين في تلك الفترة كانوا ينظرون الى الامور بظاهرها وبنواياهم الحسنة ودفعوا الثمن غاليا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat