يبقى السيد الخوئي استاذ الفقهاء والمحققين
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

السيد ابو القاسم الخوئي يكفيه انه اغنى الساحة المعرفية بموسعته ( معجم رجال الحديث ) ليجعله على اعلى هرم اصحاب التحقيق والمعرفة .
دواعي الكتابة عن هذا العملاق هو ما قراته في كتاب سيرة ومسيرة الخاص عن السيد محمد باقر الصدر وفصل حضور السيد درس البحث الخارجي عند السيد الخوئي ، وهذا الحضور الذي يقر به السيد الصدر وانه نقطة تحول بحق دراسته العلمية بينما هنالك اراء واقول ذكرها مؤلف كتاب سيرة ومسيرة الاستاذ احمد العاملي وكانها تظهر ان مكانة السيد الصدر المعرفية بمكانة لا تحتاج الحضور عند السيد الخوئي وقد ذكر مثلا " وفي جواب عن سؤال وجهه إليه الشيخ علي أصغر المسلمي سنة ١٣٩٠هـ بعيد وفاة السيد الحكيم ، قال السيد الصدر ضمن ما قاله: عندما حضرت بحث السيد الخوئي حضرت حضور استشكال، لا حضور تفهم ـ سيرة ومسيرة 1/172 "
وعلى شاكلة هذا الخبر الكثير من الوقفات الاشكالية التي سردها المؤلف اشكل فيها السيد الصدر على السيد الخوئي ، حتى ان السيد الخوئي اذا ما عرض عليه اشكال معين كان يحيله للسيد الصدر ولا اريد ان اقول كم كان عمره الشريف في حينها . حتى ان السيد حسين الصدر سال السيد الصدر عن اشكالاته الستة التي عرضها على السيد الخوئي فاجابه " سلم ببعضها ، ورد بعضها ، واستمهل للتفكير ببعضها " ، كما كتب مؤلف الموسوعة وكان دائما ما يذهب السيد الصدر الى بيت السيد الخوئي ليلا لعرض اشكالاته وينتظر في اليوم التالي الحديث عنها في الدرس ،
يقول السيد محمد باقر الحكيم " وقد كان يذكر الشهيد الصدر مثالاً لذلك إشكالاته وملاحظاته حول موضوع استصحاب الحكم الشرعي الذي لم يكن يقول الإمام الخوئي بحجيته على خلاف مذهب الشهيد الصدر فيه، حيث يذكر الشهيد الصدر أن الإشكالات العديدة المذكورة في تقريرات السيد الخوئي حول الاستصحاب (تقريرات الشهيد آية الله السيد محمد سرور الواعظ )إنما هي إشكالاته التي كان يثيرها لدى السيد الخوئي. وقد كان يسمح له الإمام الخوئي بالنقاش حتى ينتهي أحياناً إلى تغيير رأيه كما هو الحال فيما ذكره الشهيد الصدر لي في مسألة وجوب صلاة الجمعة تعييناً عند النداء إليها وإقامتها . عن هذه المسالة ذكر المؤلف في الهامش ان السيد الصدر هو من غير رايه بخصوص صلاة الجمعة .
يقول عباس خاتمي اليزدي ما معناه بعد الترجمة كما ذكر مؤلف الموسوعة "ان السيد الخوئي يبقى عاجزا في الجواب " .
هنا لابد من الاشارة الى خصلة من العلاقة بين الحوزات لا سيما الايرانية والعراقية ان هنالك ميول ايراني الى كل من يكون ند للمرجعية في النجف ، ومن ضمنهم راي هذا الرجل خاتمي وهم من كتبوا ان السيد الحكيم كان مع الامريكان ، وهم من اخفوا رسائل السيد الصدر التي وجهها للسيد الخميني بعد انتصار الثورة ، ومكانة السيد الصدر عند ايران جاءت بعد استشهاده .
ذكر المؤلف ان عبارة كانت تتردد كثيرة وهي ان السيد الخوئي قال ما عندي عند السيد الصدر وما عند السيد الصدر ليس عندي ، هو يقول بعد البحث عن متى قالها السيد الخوئي ولمن قالها ومن نقلها فلم يصل الى نتيجة وقال رب مشهور لا اصل له .
وحتى الحديث عن اجتهاد السيد الصدر ذكر ان السيد الخوئي قال عنه مجتهد ولكنه لم يكتب له بذلك ، حتى ان السيد الصدرطلب من السيد مرتضى العسكري ان يطلب ذلك من السيد الخوئي وبالفعل سال السيد العسكري السيد الخوئي هل السيد الصدر مجتهد ؟ فاجابه نعم ، فقال له اكتب لي بذلك ، فكتب اجابة على سؤال السيد العسكري ان السيد الصدر مجتهد وقادر على استنباط الحكم الشرعي ، وعن هذا يعقب العاملي انها اجابة على سؤال وليست شهادة اقرار ، وانا اضيف له ان كان هو الافضل ويشكل على السيد الخوئي ويعجز السيد الخوئي عن الاجابة فما حاجته لشهادة الاجتهاد من السيد الخوئي ؟
هو ينقل في ص 174/1 عن السيد الصدر قائلا كنت اشكل كثيرا على السيد الخوئي والعجيب انه حاضر الجواب وكان يرد اشكالاتي ، وهنا لا يعني ان ننكر ذكاء السيد الصدر حتى ان السيد كمال الحيدري قال ان ما يستوعبه السيد الصدر في الدرس نحن نستوعبه في شهر ، وهذا امر لا احد ينكره .
السيد محمد حسين فضل الله يقول عندما يشكل السيد الصدر على الخوئي كان يحول اشكالاته الى الطلاب فيرد اشكاله ، يعني طلبة السيد يردون اشكالات السيد الصدر .
بالنتيجة ان ما يذكر من اقوال ليست بالضرورة صحيحة لا سيما تلك التي تتحدث عن عجز السيد الخوئي عن الاجابة ، قد يكون هنالك خلاف في قاعدة معينة او عن وثاقة رجل او اتخاذ خطوة معينة فهذا امر جدا طبيعي ، لكن يبقى السيد الخوئي استاذ الفقهاء والمحققين .ويبقى السيد الصدر فلتة فكرية لم تتكرر الى الان وتبقى علاقة السيد الصدر بالسيد الخوئي علاقة طالب باستاذه حتى ان السيد الصدر كلما يلتقي السيد الخوئي يقبل يده وينحني امامه انه قمة بالاخلاق والفكر ، والنقل عنهما هو بحاجة للبحث .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat