صفحة الكاتب : وفاء الطويل

الإمام الرضا بين الشهادة والميلاد
وفاء الطويل


 

هل يُقاس الشوقُ بمقياس، وهل يسجن النبض في بعد المسافات؟
تلك القلوب التي تذوب كلما مرّ ذكرى ولادتك دون أن تكتحل أعينها بنور قبّتك.
ها هي ترفرف نحو ضريحك، موعدٌ مع الرحمة...
كلّ شيء يشتعل، الشموعُ، والدموع، والحنين...
الطرقُ تزدحم في خيالي، كلّها تؤدّي إليك، وما لي سواك مَهوى، كلّما ضاق الكونُ بما رحب، أجد عندك المأوى...
أيا ضامنَ الغزال، خُذ بيدي، فما عدت أقوى على البُعد. وإن عَجَزت خُطاي، إليك ندائي "بِعَطفِكَ احتوني"

يَطُولُ البُعْدُ عَنْكَ وَلَسْتَ أَقْوَى
فِرَاقَكَ وَالفُؤَادُ يَبُثُّ نَجْوَى

مِنَ الهِجْرَانِ شَرَّدَنِي شُعُورِي
وَعِنْدَكَ مُذْ يَضِيقُ الكَوْنُ مَأْوَى

فَخُذْ بِيَدِي إِلَيْكَ، أَتَاكَ صَوتِي
فَأُوفِ الكَيْلَ عَلَّ القَلْبَ يُرْوَى

فَعَطْفِكَ يَا ابْنَ مُوسَى يحْتَوِينِي
ولَا وَاللّٰهِ غَيْرَكَ لَسْتُ أَهْوَى
__________________

حين غفت شمس الرضا في طوس، ارتجف الزمان وساد الكون الوجوم.

كُلَّمَا غَابَتْ شُمُوسٌ كُلَّمَا
أَيُّهَا القَلْبُ تَشَظَّى أَلَمًا

لِمُصَابٍ شَجَّ أَكْبَادَ الوَرَى
أَخْرَسَ الحَرْفَ وَأَعْيَا الكَلِمَا

إِيهِ يَا طُوسُ بِهِ كَمْ فُجِعَتْ
عِتْرَةُ المُخْتَارِ وَالدَّمْعُ هَمَى

كَمْ وَكَمْ ذَاقَتْ تَبَارِيحَ الأَسَى
بَعْدَ مِنْ كَانَ إِلَى الدِّينِ حِمَى

إِنَّهُ الشَّمْسُ إِذَا مَا حُجِبَتْ
أَصْبَحَ الكَوْنُ قَتَامًا مُظْلِمَا

إِنَّهُ كَانَ السَّنَا وَاسْتَوْحَشَتْ 
بَعْدَهُ الأَفْلَاكُ أَرْضٌ وَسَمَا

صَفْوَةُ اللهِ وَابْنُ صَفْوَتَهِ
وَصِرَاطُ الحَقِّ بِالمَجْدِ سمَا

خِيْرَةُ الأَخْيَارِ، بَلْ خَيْرُ الوَرَى
مَا رَعَوا فِيهِ ذِمَامًا وَدِمَا..

__________________
29 ذي القعدة شهادة الإمام الرضا "عليه السلام"
غاب السنا، فاستوحشت السماوات، وتيتمت الأرض من دفئه...
لم يُرعَ في حماه عهدٌ، ولا صين فيه دم..
مضى كما تمضي الكواكب العظام شهيدا، لشمسه ضوءٌ لا يخبو...

جَرْحٌ تَنَاثَرَ حُزْنًا فِي دَمِي انْتَفَضَا
أَمُوتُ غَمًّا عَلَى مَنْ بِالزُّعَافِ قَضَى

بِي حُرْقَةُ الفَقْدِ، بِيْ عَصْفُ الذُّهُوُلِ وَبِي
دَمْعٌ يَخُرُّ عَلَى الخَدَّيْنِ مُمْتَعِضَا

مِنْ أَيْنَ أَعْبُرُ يَا طُوْسٌ لِشَهْقَةِ مِنْ
عَافَ الحَيَاةَ وَجَاءَ اللهَ مَحْضَ رِضَا

غَالَتْهُ كَفُّ بَنِي العَبَّاسِ يَا أَسَفِي
عَلَيهِ، نُورٌ مِنَ الأَلْطَافِ، كَيْفَ مَضَى؟!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وفاء الطويل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/04



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الرضا بين الشهادة والميلاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net