حين تمتلك القداسة ألفة قادرة على لم الشمل العراقي الإنساني ، يصبح من المألوف الصفاء الباذخ بالمودة ، والعتبة العباسية المقدسة تمتلك حضارة جود، وينبع من كل أطرافها الرواء وكل رافد هو معيناً يوحد العراق ليثمر النخل هامات من المودة والمحبة ومشاعر الإلفة والسلام ، و ليزهو الإنتماء عراقي الهوية ، حسيني السمات ويتحدى الطائفية إلى مقت وبيل ،
نقرأ في رزنامة الضوء أن مثل هذا اليوم رفت راية العباس عليه السلام لتظل تحت هديها عشائر و وجهاء قضاء المدائن ، لم يكن لقاء الوفود بالنسبة للعتبة العباسية المقدسة ليقف عند حدود الضيافة بل كان هو مشروع وطني إنساني ، وهوية جود كما عبر عنها أحد كتاب صدى الروضتين ، ليصوغ منها المنهج الولائي المبارك ، قال سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي بعد الترحيب جملة تحمل فكر العتبة العباسية وقلبها النابض بالحياة ليطرح من خلالها الرؤية الوطنية ، ومعنى التأريخ الذي يجمع الوطن ( لقد تأخرتم ) أجاب أحد الضيوف :ـ زحمة الطريق ، لقد تأخرتم هي حصيلة التوق الى لقاء يسبق هذا التأريخ ، هي معين اللقاء في حومة الوطن ، هي لهفة أخ يبحث عن أخيه ، تأخرتم التواصل معنا ، ويفترض ألا ننقطع ، يريد أن يرسي أسس هذا اللقاء لوجهته الحقيقية ، إلى الهوية التي راهنت أمم على تمزيقها ، وخلق الفرقة ، إلى درس من دروس الوفاء والعطاء يقول ( أنا أتحدث من قلب ليس له جهتان من الحديث ) والتأمل في مفاهيم ما تعرضه العتبة العباسية المقدسة في إطار ترصين الوعي بتدفق إنساني حميمي يعمق أبعاد الروح العراقية ـــ الإنسانية ( بحمد الله تجاوزنا مرحلة مهمة أرادت أن تشق وحدة العراق ) هذا التجاوز لم يكن سهلاً لو لا روح الهوية وحكمة رجال العراق و مشايخه والعقول الناضجة التي سعت وما زالت تسعى لتجهض أي محاولة لتفتيت هذا البلد ،مثلت هذه الفعالية العقل الحضاري للعتبة العباسية المقدسة لتجدد التفاعل كمعطى من معطيات القداسة ، ضمان من ضمانات المرحلة التاريخية ،لأن الخاسر فيها هو المسلم سني ـــ شيعي ، حين يتنامى التأريخ بنية معرفية واثقة من مسلماتها وآفاقها ، يتطور فيها الموقف الإنساني ، ليس شرطاً أن يأتي بالجديد بل الحفاظ على المودة والرحمة وسماتنا العربية المعروفة بالكرم والشجاعة والنخوة ، بهذا كله يمكن أن نبني عراقاً حراً يكون بلد الجميع ، بهذه الرؤية القويمة تتكفل بناء بلد له تاريخه الحضاري والديني والإنساني له رموز شامخة تحتاج إلى عناية روحية ترتقي إلى مرتقاها الآمن ، وعدم الاصغاء إلى الإعلام الأسود بفضائيات مضللة تعمل عل إثارة المشاكل ، صدى الروضتين تركز دائماً على الوعي فلولاه ما كان هناك تواصلاً ، ولا أحد فهم معنى هذا التواصل ،قال أحد شيوخ المدائن إن العتبة العباسية المقدسة وجهت الدعوة لشيوخ العشائر في المدائن سعياً منها لتوثيق أواصر المحبة و الاخوة ، نكرر على مسامع العالم ما قاله سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف ) نحن جسد واحد، من سلمان المحمدي إلى أبي الفضل العباس / نحن معكم ، القضية ليست في استنساخ ما قيل في هذه الزيارة عام 2008م بل في دراسة المبادئ القيمة ، التي أطرت ذروة اللقاء ؛ ليكون هذا الحاضر جزء من التأريخ ، وتكون شاهداً على وحدة هذا البلد وواقعية النهضة النابضة بالعز والحياة ؛ لنقول هذه هي العتبة العباسية منذ أن كان الوعد ، ساهمت في صناعة قدرات التجاوز على السلبيات المستوردة لتبقى ثقة الإنسان بدينه بقيمته كواحد من أبناء شعب أصيل ، ومن الممكن إدراك الحقيقة من جملة شعرية معنوية قالها شاعر شعبي ، يحمل حقيقة هذا السعي المبارك للعتبة العباسية المقدسة
( الوطن هذا عراق الماحنه الراس
الوطن محمي برجالة و براية العباس ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat