صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

( من ذاكرة الضوء)// (تاريخ 16 /11 /2008 )
علي حسين الخباز


حين تمتلك القداسة ألفة قادرة على لم الشمل العراقي الإنساني ، يصبح من المألوف الصفاء الباذخ بالمودة ، والعتبة العباسية المقدسة تمتلك حضارة جود، وينبع من كل أطرافها الرواء وكل رافد هو معيناً  يوحد العراق ليثمر النخل هامات  من المودة  والمحبة ومشاعر  الإلفة والسلام ، و ليزهو الإنتماء عراقي الهوية ، حسيني السمات ويتحدى الطائفية إلى مقت وبيل ، 
نقرأ في رزنامة الضوء أن مثل هذا اليوم رفت راية العباس عليه السلام لتظل  تحت هديها عشائر و وجهاء قضاء المدائن ، لم يكن  لقاء الوفود بالنسبة للعتبة العباسية المقدسة ليقف عند حدود  الضيافة بل كان هو مشروع  وطني إنساني ، وهوية جود كما عبر  عنها أحد كتاب صدى الروضتين ، ليصوغ منها المنهج الولائي المبارك  ، قال سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي  بعد الترحيب  جملة تحمل فكر العتبة العباسية  وقلبها النابض  بالحياة  ليطرح من خلالها الرؤية الوطنية  ، ومعنى التأريخ  الذي يجمع الوطن ( لقد تأخرتم ) أجاب أحد الضيوف :ـ زحمة الطريق ، لقد تأخرتم  هي حصيلة التوق  الى لقاء  يسبق  هذا التأريخ  ، هي معين  اللقاء في حومة  الوطن ، هي لهفة أخ يبحث عن أخيه ، تأخرتم التواصل معنا  ، ويفترض ألا ننقطع ، يريد أن يرسي  أسس هذا اللقاء لوجهته الحقيقية  ، إلى الهوية التي راهنت أمم على تمزيقها  ، وخلق الفرقة ، إلى درس من دروس الوفاء والعطاء يقول ( أنا أتحدث من قلب ليس له جهتان من الحديث ) والتأمل في مفاهيم ما تعرضه  العتبة العباسية المقدسة في إطار ترصين الوعي بتدفق إنساني حميمي يعمق أبعاد  الروح العراقية ـــ الإنسانية ( بحمد الله تجاوزنا مرحلة مهمة أرادت  أن تشق وحدة العراق ) هذا التجاوز لم يكن سهلاً لو لا روح  الهوية وحكمة رجال العراق و مشايخه والعقول الناضجة  التي سعت وما زالت تسعى لتجهض أي محاولة لتفتيت هذا البلد ،مثلت هذه الفعالية العقل الحضاري للعتبة العباسية المقدسة لتجدد التفاعل  كمعطى من معطيات  القداسة ، ضمان من ضمانات  المرحلة التاريخية  ،لأن الخاسر فيها هو المسلم سني ـــ شيعي ، حين يتنامى  التأريخ  بنية معرفية  واثقة من مسلماتها وآفاقها  ، يتطور فيها الموقف الإنساني ، ليس شرطاً  أن يأتي  بالجديد بل الحفاظ على المودة والرحمة  وسماتنا العربية المعروفة  بالكرم والشجاعة  والنخوة  ، بهذا كله يمكن أن نبني عراقاً حراً يكون بلد الجميع  ، بهذه الرؤية القويمة تتكفل بناء  بلد له تاريخه  الحضاري  والديني والإنساني له رموز شامخة  تحتاج  إلى عناية  روحية ترتقي  إلى مرتقاها  الآمن  ، وعدم الاصغاء إلى الإعلام الأسود بفضائيات  مضللة  تعمل عل  إثارة المشاكل  ، صدى الروضتين تركز دائماً  على الوعي  فلولاه ما كان هناك تواصلاً  ، ولا أحد فهم معنى هذا التواصل ،قال أحد شيوخ المدائن إن العتبة العباسية المقدسة وجهت الدعوة  لشيوخ العشائر في المدائن سعياً  منها لتوثيق أواصر  المحبة و الاخوة ، نكرر على مسامع العالم ما قاله سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف ) نحن جسد واحد، من سلمان المحمدي إلى أبي الفضل العباس / نحن معكم ، القضية ليست في استنساخ ما قيل في هذه  الزيارة عام 2008م بل في دراسة المبادئ القيمة ، التي أطرت ذروة  اللقاء ؛ ليكون  هذا الحاضر  جزء من التأريخ ، وتكون شاهداً  على وحدة  هذا البلد وواقعية النهضة  النابضة بالعز والحياة ؛ لنقول هذه هي العتبة العباسية منذ أن  كان الوعد ، ساهمت  في صناعة قدرات  التجاوز على السلبيات  المستوردة لتبقى ثقة الإنسان بدينه بقيمته كواحد من أبناء شعب أصيل ، ومن الممكن إدراك  الحقيقة  من جملة شعرية  معنوية قالها شاعر شعبي  ، يحمل حقيقة هذا السعي المبارك للعتبة العباسية المقدسة 
( الوطن  هذا عراق الماحنه الراس 
الوطن محمي برجالة و براية العباس ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/04



كتابة تعليق لموضوع : ( من ذاكرة الضوء)// (تاريخ 16 /11 /2008 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net