صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

بين السيد السيستانيّ والتعزية بوفاة البابا والشريف الرضي - قُدِّس سرُّه - ورثاء أبي اسحاق الصابيّ
صلاح عبد المهدي الحلو

ꞋꞋكتابات في الميزانꞋꞋ
قامت قيامة القوم على برقيَّة التعزية التي أرسلها سماحة السيد - دام ظلُّه - في البابا، وحُجَّة هذا القيام الغيرة على الدّين!!

وأنت بين أمرين: أمَّا أن تدَّعي هذه الغيرة على الدّين، فتبيَّن أنَّك جاهل بالأحكام الشرعيَّة

وأمَّا أنْ تكون هذه الدَّعوى كاذبة؛ فينكشف حقدك على المرجعيَّة العليا التي يعرفها الجميع، ويخطب ودَّها البعيد قبل القريب.

هؤلاء اطلق عليهم اسم "العُمريُّون"؛ لأنَّهم يدَّعون الغيرة على الدّين أكثر من المرجعيَّة، كما كان يتظاهر عمر بالغيرة على الدّين أكثر من رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكان يقول له: إنَّك تعطي الدنيَّة في ديننا!!

هذا مع أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وآله - جاهد في سبيل الله حقَّ جهاده، وعمر كان يهرب في كلِّ معاركه، كما افتت المرجعيَّة فتوى الجه!د الكفائيّ وكان القوم يثبّطون عنها، واليوم صار القاعدون أكثر غيرةً من المرجعيَّة لمَّا عزَّت في البابا كما صار عمر أكثر غيرةً من رسول الله - صلى الله عليه وآله - لمَّا صلَّى على جنازة المنافق ابن سلول.
والتاريخ يعيد نفسه.

السيد الشريف الرضي - قُدّس سرّه - هو جامع "نهج البلاغة" فهو علمٌ معروفٌ منذ ألف عام وليس الآن، وهو فقيه الطائفة المُحقَّة، ووتدٌ من أوتاد المذهب، كانت له صداقة مع أبي اسحاق الصابيّ الذي كان يُكبره بالعمر، وابو اسحاق لا يدين بالإسلام، ولا يعترف بالنبوَّة الخاتمة، ولا بالإمامة، لمَّا مات رثاه الشريف الرّضي بقصيدةٍ مطلعها:
أعلمتَ مَن حمـــلوا على الأعــــــواد؟  * أرأيت كـــيف خبــا ضياء النـادي؟
وهي موجودةٌ في ديوانه، افتونا يا مراجع الفيس: هل ما فعله الفقيه الشريف المرتضى: حلالٌ أم حرام.

حدَّثني صديقٌ فاضلٌ من أهل العلم قبيل أيام وكان قد جاء من الفاتيكان، فقال: إنَّه رأى صفَّاً طويلاً من الفقراء هناك، وكانت الكنيسة تعطيهم مساعدات وهي "سدنويج" وعلبة عصير، يقول: فحدَّثتُهُ عن مساعدات المرجعيَّة المهولة للمسيحيين إبَّان الأحداث، وأريته صوراً وأفلاماً عن ذلك فتعجَّب كثيراً ونقل ذلك للبابا الذي بدوره قرَّر زيارة سماحة السيد، ونقل لي انطباعات البابا عن سماحة السيد في زيارته له، وطلبت منه إرسال قوله، فأرسله بالواتساب متفضلاً، وهو ما ترونه في الصورة.

لو كان أمير المؤمنين - عليه السلام - بين أظهرنا اليوم لرأيت الصفحات المموَّلة تشنُّ حرباً شعواء عليه: كيف تساير المسيحي وتشايعهُ؟
كيف تُعطيه من بيت مال المسلمين وهو مسيحيّ؟

وما أحسن ما قاله بولس سلامة المسيحيّ في الإمام عليٍّ - عليه السلام -
فإذا لم يكن عليٌّ نبيَّاً * فلقد كان خلقُه نبويَّا
وأخلاق الأنبياء تتمثَّل اليوم في حفيده السيد علي السيستاني - دام ظله - وهو يقرأ قوله تعالى: ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)
صلاح عبد المهدي الحلو


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/23



كتابة تعليق لموضوع : بين السيد السيستانيّ والتعزية بوفاة البابا والشريف الرضي - قُدِّس سرُّه - ورثاء أبي اسحاق الصابيّ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net