الصلاح والإصلاح للصائم في شهر رمضان -٥-
وزارة الداخلية العراقية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وزارة الداخلية العراقية

إنَّ هذا الشهر في حقيقته يعدُّ من أهم محطات تربية النفس وتهذيبها ومتابعتها، فالصائم الذي يعرف أهداف رسالته يرى ذلك جليًّا من خلال أعمال متعددة، ولعل من موارد تلك الأعمال هي تلك الأدعية المباركة التي تضمَّنتها كتب الأدعية في هذا الشهر، وقد تحدثنا عن أحد الأدعية في حلقة سابقة، وأحاول في هذه الحلقة بيان ما يتعلق بآثار إحدى الفرائض المهمة والتي هي من فروع الدين (الحج).
فالتأكيد على الحج والتوفيق لأدائه مما يعد أمرًا ظاهر التأكيد عليه في كثير من الأدعية؛ لمقامه ومنزلته، ورسالة الحج في صلاح الصائم يجب الالتفات إليها، فليس الحج أداء للمناسك في مكان وزمن معيَّن وينتهي التكليف من هذه الفريضة العظيمة، بل هناك رسائل مختلفة لا بد أنْ تكون من آثار الحج تظهر آثارها على الحاج، وهذا هو الذي نراه في أحد الأدعية اليومية ومنها:
١- تهذيب البصر.
حيث ورد في الدعاء (وترزقني حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زاكِيَةً خالصةً .... وَتَرْزُقَنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي).
وهذا التهذيب للبصر عن المحرمات مما ورد التأكيد عليه في القرآن الكريم لما في ذلك من آثار سلبية على النفس، وسيئة في المجتمع إذ التعدِّي على الأعراض والحرمات، قال تعالى: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ .... وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ ..)) وما يترتب على ذلك من محرمات أخرى، والدعوة إلى العفة والكرامة.
٢- وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي.
وهذا الحفظ هو دلالة على العفة والشرف، والابتعاد عن ارتكاب المعاصي بسبب الشهوات المحرمة، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الصفة الإيجابية: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ .... وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ .... وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ.... وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ..))، والتي من صفات المؤمنين وأخلاقهم، وما فيه من تطهير النفس والمجتمع عن الرذائل، والدعوة إلى العفة والكرامة.
٣- وَأَنْ أَكُفَّ بِها عَنْ جَمِيعِ مَحارِمِكَ.
وهذه صفة تهذيبية وإصلاحية وتكاملية للنفس الإنسانية في مدى الطاعة المطلقة لله تعالى، حيث إنَّ الحاج كان ينادي الله تعالى في أيام الحج (لبيك اللهم لبيك)، ويطوف حول البيت ويرمي الشيطان ويعاهد الله على العبودية والامتثال له.
بل إنَّ أدعية الصوم تذكِّر الصائم بالدرجات العليا التي يجب أنْ يكون عليها في حجه وهو (حَتَّى لايَكُونَ شَيٌ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ، وَالعَمَلِ بِما أَحْبَبْتَ وَالتَّرْكِ لِما كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ).
ختامًا .. إنَّ هذه الدعوات وغيره هي من أعظم مناهج صلاح النفس وإصلاح المجتمع من خلال الوعي التام لرسالة الصوم خاصة☘️. والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat