صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

زيد الشهيد .. شهيد آل محمد -قبس من سيرته ومواقفه-
د . الشيخ عماد الكاظمي

       إنَّ الله تعالى قد أكرم الشهداء بحياة الكرامة والخلود، بحياة خاصة أوليائه كما في الحديث.
                   -١- 
و"زيد" رضوان الله عليه أحد أولئك المكرَّمين، الذين سجَّل التاريخ اسمه في سجل خلود العظماء، حيث للتاريخ سجلات متعددة.
فهو زيد ابن الإمام علي السجاد ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب "عليهم السلام"، ولد في المدينة المنورة في السنوات الآتية المختلف فيها (٦٧، ٧٥، ٧٨، ٧٩، ٨٠هج)، والأخير هو الأشهر ٨٠هج.
أبوه الإمام زين العابدين وزين الصالحين وسيد الساجدين.
وأمه يروى أنَّ اسمها "حوراء" جارية اشتراها المختار الثقفي وأهداها إلى الإمام "السجاد عليه السلام".
                  -٢- 
وقد اشتهر بالعلم والتقى والعبادة والمعرفة؛ حيث أنه ولد في بيئة أئمة أهل بيت "عليهم السلام"، بين أبيه الإمام علي السجاد، وأخيه الإمام محمد الباقر، وابن أخيه الإمام جعفر الصادق "عليهم السلام" وما ورد عنهم من علوم مختلفة كان أبلغ الأثر في شخصيته؛ لذلك كانت من ألقابه (حليف القرآن) بما يدل على منزلته وفضله، وقد اشتهرت عنه روايات تفسيرية وقراءات قرآنية خاصة مشهورة تعرف بـ(قراءة زيد)، وأحكام في الحج تعرف بـ(مناسك زيد الشهيد).
                   -٣- 
 شهادات المعصومين بحقه📖: 
1-✍🏻 يروى أنَّ النبي"صلى الله عليه وآله وسلم" قال: ((يولَدُ لزينِ العابدينَ علي بن الحسين مولود يسمى زيد، يجاهد في سبيل الله، فيُقْتَل ويكون في مصلوبًا في كُنَاسة الكوفة)). 

2-✍🏻 روي عن الإمام السجاد "عليه السلام" وهو جالس في التعقيب بعد الفجر وقالوا له: إنَّ جاريته ولدت غلامًا. فاستفتح القرآن: ((وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)) [النساء: 95]، وأغلقه وفتحه مرة أخرى: ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)) [التوبة: 111] 
فقال: ((هو واللهِ زيدٌ .. هو واللهِ زيدٌ)). 

3-✍🏻 وكان الإمام الباقر"عليه السلام" يقول: ((اللهم اشدد أزري بزيد)). 

4-✍🏻 روي عن الإمام الصادق"عليه السلام": ((إنه كانَ مؤمنًا، وكانَ عارفًا، وكانَ عالمًا، وكانَ صدوقًا، أَمَا إنه لو ظفرَ لوفَى، أَمَا إنه لو مَلَكَ لعرف كيف يصنعها)). 

5-✍🏻 روي عن الإمام الصادق"عليه السلام" عندما سمع بقتله: ((إنا لله وإنا إليه راجعون، عند الله أحتسِبُ عمِّي، إنه نعم العمَ، إنَّ عمِّي كان رجلًا لدنيانا وآخرتنا، مضى والله عمِّي شهيدًا كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسين، مضى واللهِ شهيدًا)).
                   -٤- 
 شهادات العلماء بحقه📖: 
1-✍🏻 قال الشيخ المفيد "قدس سره" في كتابه الإرشاد: ((وكان زيد بن علي بن الحسين "عليهما السلام" عينَ إخوته بعد أبي جعفر "عليه السلام"، وأفضلهم، وكان عابدًا، ورعًا، فقيهًا، سخيًّا، شجاعًا، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويطلب بثارات الحسين "عليه السلام")). ج2 ص171

2-✍🏻 وقال أيضًا عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال: ((قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد بن علي. قيل لي: ذاك حليف القرآن. وروى هشيم قال: سألت خالد بن صفوان عن زيد بن علي -وكان يحدثنا عنه - فقلت: أين لقيته؟ 
قال: بالرصافة [بلدة بالشام].
 فقلت: أي رجل كان؟ 
فقال: كان -ما علمت - يبكي من خشية الله حتى تختلط دموعه بمخاطه)). ج2 ص172 

3-✍🏻 قال السيد الخوئي "قدس سره" في كتابه معجم رجال الحديث بعد ذكره الروايات متعددو في فضل زيد الشهيد: ((هذا وقد استفاضت الروايات غير ما ذكرناه في مدح زيد وجلالته، وأنه طلب بخروجه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)). ج8 ص359
                    -٥- 
 شهادته 
استشهد "رضوان الله عليه" في حكم هشام بن عبد الملك في يوم ٢ صفر ١٢٠هـ بعد معركة، ثم أمر أمير العراق اللعين "يوسف بن عمر الثقفي" أنْ يقطع رأسه ويرسل إلى خليفته اللعين "هشام بن عبد الملك" في الشام، بعد أنْ عرف مكان دفنه بوشاية، وتم صلب جثته في كناسة الكوفة أربع سنوات، ثم أحرقت وذُرَّت في الهواء؛ انتقامًا منه لأنه أراد الوقوف بوجه حكام الجور والباطل.

 أخيرًا☘️
 إنَّ مدرسة آل محمد "صلوات الله عليهم" قد تخرَّج منها قادة الأمة وعظماؤها؛ لأنها مدرسة الأنبياء، وعلى الأمة التي تبحث عن كرامتها وعزتها أنْ تلتحق بها، وتتعلم فيها لتحيى بكرامة وإباء .. والسلام 

خادم الثقلين 
عماد الكاظمي 
الاثنين ٢ صفر ١٤٤٧هج 
٢٨-٧-٢٠٢٥م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/29



كتابة تعليق لموضوع : زيد الشهيد .. شهيد آل محمد -قبس من سيرته ومواقفه-
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net