صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

سلاح الشيعة بين التحييد والتجريد -قراءة تاريخية موجزة- -١-
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لعله عنوان غريب أو حساس، لموضوع شائك يدور الحديث عنه بقوة علانية تارة، وسرية تارة أخرى، وبين أروقة الأوساط المحلية تارة، والإسلامية والعالمية تارة أخرى، على كل حال يبقى الشيعة مصدر قلق شديد للقوى الإقليمية والعالمية، بل خطورة كبيرة للاستراتيجيات التي يُراد تنفيذها.
      لقد أثبت الواقع ذلك بأجلى صوره في البلدان التي يتواجد بها الشيعة كحكومات وأنظمة، أو شعوب أكثرية كانت أم أقلية؛ بسبب المبدأ والعقيدة أو الآيدلوجية التي تؤمن بها، وهي عدم الخضوع للمستعمر ومخططاته وإنْ كانت واقع حال مفروض مفروغ منه، وللحكام الموالين للاستعمار، وهناك أمثلة وشواهد في التاريخ الحديث والمعاصر تؤكد ذلك من دون أي ريبة وتردد، فلقد كان للعراقيين الشيعة من العلماء والعوام موقف متشدد تجاه الاستعمار البريطاني للعراق بعد الحرب العالمية الأولى ودخولهم بعداد عام ١٩١٧م وسقوط الدولة العثمانية، وخروجهم لجهاد الإنكليز بعقيدتهم المتقدمة، وسلاحهم الشخصي البسيط الذي استطاع أنْ يقهر جبروت الإمبراطورية البريطانية في جبهات متعددة، بل لم يهدأ للشيعة بال وهم ينظرون إلى أولئك المحتلين يتجوَّلون في مدنهم المقدسة وغيرها، ويتحكَّمون في البلاد ويتنعمون بسرقة خيراته، حتى كانت تلك الثورة البركانية العظيمة ضد الاحتلال عام ١٩٢٠م التي أسقطت أقنعة البريطانيين التي يختفون خلفها، وقاومت جيشهم العالمي الأسطوري في وسط العراق وجنوبه بسلاح العقيدة الإيمانية، وما يملكون من أسلحة شخصية بسيطة ومحدودة، بل معدودة، حيث أجبرت البريطانيين على الرضوخ لمطالب المجاهدين الشيعة على رغم قضائها على الثورة بوحشيتها، وأسلحتها الفتاكة جوًّا ويرًّا وبحرًا، وجيشهم الكبير النظامي، ولكنهم تراجعوا في تبديل سياستهم تحت نيران أسلحة المجاهدين، فكانت النواة الأولى لتأسيس الدولة العراقية؛ حيث أنَّ القوة المتغطرسة يجب أنْ تواجه بالقوة، والاستعداد التام الشخصي والنوعي لتلك المواجهة إنْ تطلَّب الأمر، وإلا فالذل والهوان الحتميان اللذان ينتظرهما، بل وتحقيق إرادة الاستكبار العالمي الذي يؤمن بنظرية أنَّ (الشعوب العربية ليست بشعوب بشرية)، يعني ذلك أنه لا تنطبق عليها شعاراتهم الزائفة التي يتشدَّقون بها في المحافل العالمية بما يُدْعى ب(حقوق الإنسان)، وصور استعمارهم للبلدان العربية وما فعلوه تندى له جبين حقوق الإنسان حقيقة، فكانت هناك محاولات ومحاولات سياسية ماكرة من الاستعمار بتجريد الشعب من سلاحه، ونفي قادته، وتهديد علمائه بذرائع مختلفة، واستطاع ذلك بمكره ووعوده وإغراءاته، ولكنه كان غافلًا أو راضخًا إلى أنَّ سلاح العقيدة لا يمكن تجريده، بل يمكن تحييده لحينٍ .. 
 وللحديث تتمة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/27



كتابة تعليق لموضوع : سلاح الشيعة بين التحييد والتجريد -قراءة تاريخية موجزة- -١-
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net