ألقاب ودلالات وآثارها التربوية .. زين العابدين
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

من الألقاب المشهورة للإمام علي بن الحسين "عليه السلام" لقب (زين العابدين)، وهذا اللقب يؤكد عظمة العبادة في بناء الشخصية الإسلامية وأثرها في السلوك، والعبادة هي الرابطة العظيمة بين العبد والمعبود، وعلى العبد أنْ يكون عبدًا حقيقيًّا لله تعالى من خلال التأمل بحقيقة الوجود والخالق تعالى، وحبذا التعرف على بعض معالم العبادة؛ لنكون على بينة من تلك العلاقة العظيمة.
-١-
أولًا✍🏻: معنى العبادة.
وهي إجمالًا الخضوع والتأمل لمَنْ يعتقد الخاضع فيه أوصاف الربوبية. و(إياك نعبد) أي نخضع ونذل ويعترف بربوبيتك لا سواك، وتكرار ذلك في مرات متعددة على الأقل (عشر مرات) يؤكد ويذكِّر العبد بمعنى العبودية الحقيقية للمعبود.
والخضوع يؤدي إلى الطاعة التامة والانقياد الكامل لله تعالى. وليس هو مجرد أقوال أو تأملات أو إيمان، بل الانتقال إلى مرحلة السلوك في الواقع (طاعة تامة + انقياد)، أي امتثال لله تعالى كما يريد.
وهذا يحتاج حقيقة إلى أمور أساسية خمسة (معرفة، ووعي، ويقظة، وعمل، ومحاسبة).
-٢-
ثانيًا✍🏻: شروط العبادة وكمالها.
إنَّ من موارد شروط قبول العبادة وكمالها أنْ تكون خالصة وصحيحة، فيجب الالتفات إلى ذلك ومراعاته:
١- الإخلاص .
وهو القربة الخالصة لله تعالى.
وقد ورد في مقام أهمية الإخلاص في العبادة روايات متعددة منها:
-روي عن الإمام محمد الباقر "عليه السلام": ((لا يكونُ العبدُ عابدًا للهِ تعالى حق عبادته حتى ينقطعَ عن الخلقِ كله إليه. فحينئذٍ يقول: هذا خالصٌ لي فبتقبله بكرمه)).
-روي عن الإمام محمد الجواد "عليه السلام": ((أفضلُ العبادةِ الإخلاصُ)).
٢- العلم والتفقه.
وهو تعلم أحكام العبادة التي يحتاجها ليكون العمل موافقًا صحيحًا. وقد أكدت كثير من الروايات الشريفة أهمية تعلم الأحكام تارة وضروريتها تارة أخرى، ومنها:
-روي عن الإمام علي "عليه السلام": ((لا خيرَ في عبادةٍ ليسَ في تفقُّهٍ)).
-روي عن الإمام علي السجاد "عليه السلام": ((لا عبادةَ إلا بالتفقُّه)).
-٣-
ثالثًا✍🏻: موارد أفضل العبادة.
هناك موارد متعددة للعبادات وأفضليتها كما ورد في الروايات المختلفة، ومنها:
١- العفاف.
روي عن الإمام علي "عليه السلام": ((أفضلُ العبادةِ العفافُ)).
٢- أداء الفرائض.
روي عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم": ((مَنْ أتى اللهَ بما افترضَ اللهُ عليهِ، فهو من أعبدِ الناس)).
٣- أداء حق المؤمن.
روي عن الإمام الصادق "عليه السلام": ((واللهِ ما عُبِدَ اللهُ بشيءٍ أفضلَ من أداءِ حق المؤمن)).
أخيرًا..
علينا أنْ نكون على بينة من العبادة ومعناها وآثارها التربوية على الفرد والمجتمع، وتطبيق ذلك في الواقع؛ لتكون العبادة كما يريدها الله تعالى، وليس كما يريده الإنسان.
خادم الثقلين
الثلاثاء ٢٦ محرم ١٤٤٧هج
٢٢-٧-٢٠٢٥م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat