السيدة أم البنين(ع) وقضاء الحوائج
هاشم الصفار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هاشم الصفار

احتاج الإنسان وعلى مرّ التاريخ إلى رابط وعلاقة روحية بالسماء، تساهم في تخطيه للكثير من الصعاب، وتعطيه جرعة من الطمأنينة النفسية والراحة الوجدانية، خاصة إذا كانت هناك استجابة سريعة بالتوسل ببعض الأشخاص المقربين من الله سبحانه، من الذين نالوا مرتبة الأولياء الصالحين، بما تقربوا إليه سبحانه بالطاعات السخية، والمواقف الجلية.. فالسيدة الطاهرة أم البنين(ع) كانت مصداقاً للذين قدموا وضحوا في سبيل الله تعالى، ونالوا المراتب العليا، والتي أبرزها في الدنيا قضاء حوائج المؤمنين، من الذين يرون فيها النقاء الروحي، والشأن العظيم المؤهّل للإستجابة..
ومن خلال التجارب والمواقف العصيبة التبي مر بها كثير من المؤمنين، نرى ونلاحظ التوسل بالسيدة أم البنين(ع) جلياً وواضحاً على ألسنتهم، وفي تراتيل مهجهم، ودعاء أفئدتهم، فيعطيهم الله (جل وعلا) من المنح والعطايا وقضاء الحاجات بالشأن العظيم والمنزلة الشريفة لتلك السيدة الجليلة التي سخرت جلّ حياتها في خدمة السادة الأطهار من آل محمد (ص) وقدمت على درب العقيدة ورسوخ الديانة ورسالة سيد المرسلين(ص) أغلى التضحيات وجسيم التفاني عبر سنين طويلة من التربية الإسلامية الأصيلة والصحيحة في منازل وطأها الوحي، وشمّ ثراها نسيم النبوة وأسرار الرسالة، فأنجبت للإسلام خير الرجال الصالحين، أبا الفضل وإخوته(ع) الذين وقفوا وقفة الخلود في النصرة والولاء لسبط رسول الله(ص) أبي عبد الله الحسين(ع)، فكانت الأم الصلبة المجاهدة، والتي قدمت طاعة الله ورسوله والأئمة الهداة من بعده، على عاطفة التعلق والتمسك بالأبناء، وعدم زجهم في الأهوال والمحن.
إن محاولة فهم أسرار وخفايا ذلك الذوبان الكلي في حب الذات المقدسة لدى السيدة أم البنين (ع)، والمتجلي بوضوح في طاعة وصي رسول الله(ص) أمير المؤمنين ومولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب(ع)، وفي رعاية وطاعة الإمامين السبطين الحسن والحسين(ع)، يكمن في قراءة سلسلة مواقفها السخية في تربية أبنائها(ع) على كيفية طاعة أهل البيت(ع) وأخلاقيات التعامل والتصرف المنضبط والمقيد بالإخلاص والتفاني لهم، باعتبارهم الصفوة من خلق الله تعالى، والأدلاء على مرضاته سبحانه.. لذلك كان هذا النوع من العطاء الإنساني مليئاً بالعاطفة، وذا قوة جذب وجدانية كما هو الحال عند عطاء السيدة الجليلة أم البنين (ع)، في مسار نشأتها، ومسيرها الدؤوب في معاضدة الرسالة، وحفظ الأمانة الملقاة على عاتقها بعد رحيل سيدة نساء العالمين(ع) إلى رحاب رضوان الله جل في علاه ونعيمه الدائم الأبدي..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat