صفحة الكاتب : هاشم الصفار

أدب الفيس بوك.. والواقع الاجتماعي
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  أتاحت لنا عوالم النهضة الرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، الكثير من سمات عصرنة الوجدانيات، وطرحها بقوالب الكترونية متسارعة، مما أدى الى اتساع نطاق العلاقات الإنسانية وتشعبها على المستوى الكمي.. ولكنه في نفس الوقت أدى الى استنزاف الكثير من مصادر الطاقة الاجتماعية، وأصولها، وقواعدها.. وضمور وانحسار الكثير من مشاعر وأحاسيس البشر على الصعيد الواقعي المعاش. 

 فالكثير من (الفيسبوكيين) لا يكونون بنفس الحماس والتفاعل والتواصل الاجتماعي مع أسرهم وجيرانهم وأقاربهم ومحيطهم الخارجي.. فمثلاً لم تعد تلك الجلسات العائلية، وحلقات السمر الأسري، وسماع التوجيهات والنصائح، وهضم التجارب، وأخذ العبرة، وتبادل القصص والحكايات، خاصة الانتباه الى الرجل الكبير، وتقاسيم وجهه، وطريقة تعبيره، وأسلوبه في الكلام.. أمور كثيرة كانت تشكل القاعدة الأساس لبناء الشخصية الرصينة، وإعدادها للدخول في معترك الحياة.
   فهل حافظ مجتمع الفيس بوك على ثقافتنا، وتقاليدنا، وعقائدنا، وساهم في تصديرها للعالم، أم أنه عمل ونشط على تفتيتها وتبعثرها، ونفاد مصادرها، واستبدالها بالغريب المستورد..؟
 هل ساهمت أجواء تلك المواقع في صناعة أفراد وشخصيات فارغة المحتوى، وبلا هوية أصلاً.. أم أنها ساهمت في انتشار عدد كبير من الكتاب، وخلقت مساحة أكبر لشخصية الفرد في التعبير عن ذاتها وآرائها في الحياة وعقائدها..؟
 حقيقة أسئلة متعددة.. وإجاباتها بطبيعة الحال تختلف من شخص إلى آخر بحسب وعيه، وثقافته، وإدراكه للأمور في ضرورة ترويض وجعل ذلك التواجد في تلك المواقع تواجداً بناء مثمراً .. فهي دعوة صادقة أن تكون تلك المواقع محطة من محطات العمر، نمر بها لمعرفة ما يدور حولنا من معارف وعلوم وثقافات وعادات وتقاليد.. نأخذ الطيب منها، ونتحاور بالنافع والمفيد لنا ولمجتمعنا.. ونبتعد عن كل ما يسيء لهويتنا ومنظومتنا الاجتماعية والفكرية والعقائدية.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/23



كتابة تعليق لموضوع : أدب الفيس بوك.. والواقع الاجتماعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net