صفحة الكاتب : هاشم الصفار

كربلاء المقدسة.. مصدر التعبئة الروحية
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  كلما تقادمت الأعوام، ومرت السنون، ينمو الزحف الحسيني الهادر، فيصير سيلاً من القلوب المتهافتة على الضريح المفدى لأبي الأحرار(عليه السلام)، ومعلم الأجيال معنى الحرية والكرامة.
 فكانت كربلاء المقدسة، ذلك النبع الايماني الصافي، يغرف من منهله الموالون، ما يشذب أرواحهم، وينقي نفوسهم، ويزكيهم، ويعلمهم معاني السمو والرفعة في الحياة الدنيا؛ تقرباً الى الله سبحانه، ونيل رضوانه.
 وحقيقة.. هو نصر مؤزر للرسالة المحمدية، أن تكون قضية الحسين(عليه السلام) مصدراً للمجاهدين، مصدراً للحشد الشعبي المقدس على مر التاريخ، تمدُّ الأوطان بالشباب الرسالي المجاهد لمؤمن بدينه ووطنه ومقدساته..
 وكذلك أضحت مصدراً لطلب العافية وقضاء الحوائج، وتفريغ الشحنات النفسية السالبة والاستزادة الروحية.. فليست الزيارة أو الشعائر الحسينية المباركة هي مجرد ممارسات شكلية جسدية.. بل هي انعكاس وتفسير حي لما أراده الاسلام، وأرادته العترة الطاهرة وشهيدها الخالد الامام الحسين(صلوات الله عليهم أجمعين).
لذا، ومن الحرص على استثمار هذه المناسبات المليونية الشريفة المباركة أن لا تمر مرور الكرام، ما لم تترك أثراً نفسياً يبقى عطره يفوح الى العام القادم.. أن تؤسس مشاريع وحدوية تقضي على كل انقسام، أو خلاف طائفي أو مذهبي أو عشائري أو مناطقي..
 وكذلك أن تجعل كربلاء المقدسة كل عام أحلى وأجمل في عيون العالم دلالة ورمزاً وعمراناً.. لا أن تبقى نفس الأمور السلبية التي قد تختلف مصاديقها وتصوراتها من رواية لأخرى، فمهما قدمنا لكربلاء المقدسة وللزائرين، سيبقى عطاؤنا ناقصاً ومحدوداً تجاه الامام الحسين(عليه السلام) وتضحياته العملاقة في سبيل الدين والانسانية.. نلاحظ مثلاً الكثير من المساحات المتروكة؛ بسبب الأنقاض والنفايات.. فيمكن تنظيفها وتأهيلها كمخيمات لمبيت الزائرين.. ويمكن كذلك ايجاد أماكن خاصة مناطقية لتجميع النفايات، وليس الاعتماد فقط على شاحنات التنظيف التي لا يتسنى لها الحراك وسط التجمعات المليونية الهائلة.
 وهناك حقيقة العشرات من النقاط.. ولا يمكن بأي حال الالمام بها جميعاً.. وفي داخل كل موالٍ ومحب حتماً هناك تصورات عن أحلامه وطموحاته لصورة كربلاء المقدسة.. وما ينبغي أن تكون عليه، فهي مصدر إشعاع للعالم عقيدة ومبادئاً وقيماً.. فلماذا لا تكون الأحلى والأجمل في كل شيء.. وإن كانت هي كذلك في عيون محبيها بالرغم من كل التحديات التي تواجهها عمرانياً وخدمياً.. وغيرها الكثير..؟!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/18



كتابة تعليق لموضوع : كربلاء المقدسة.. مصدر التعبئة الروحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net