صفحة الكاتب : هاشم الصفار

الهروب من العبادة
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هناك فئة من الناس يحاولون تبرير تقاعسهم عن أداء الحق الإلهي في الطاعة والعبادة، ولزوم أوامره وتعاليمه السماوية، وذلك بحجة أن بعض المسلمين يعيشون حالة النفاق المزمن، وأقوالهم تُخالف أفعالهم، ويضربون لذلك عدة أمثلة لأناس (متدينين) بحسب الظاهر، لكنهم وقعوا في أحضان الرذيلة، أو فشلوا في امتحان الأمانة والصدق، وحسن الجوار، وحسن الخلق، والعفو عن المسيء... إلى آخره من الحالات المعاشة في المجتمع، والتي لا دخل (للتدين) فيها، بل هي غرائز وشهوات موجودة عند كل الناس، ولكنها قد توظف توظيفاً سيئاً، ولكن المتقوّلين على الدين ومريديه، يريدون أن يؤسسوا لحالة انهزامية من أمر واقع لا محالة، وهو أن مردنا جميعاً إلى الله سبحانه، وسيحاسبنا على أقوالنا وأفعالنا، ولن تنفعنا حينها تنظيراتنا وفلسفتنا الجوفاء التي أردنا بها الذهاب بعيداً، لتوشيح الحقيقة بوشاح الوهم والغموض، والدخول في متاهات لا حصر لها...
نعم، تُصادفنا في حياتنا الكثير من الآراء العرجاء، من هذا النمط المُبكي المضحك، وكأنهم اكتشفوا نظرية جديدة أو ديناً جديداً، وكأن الله سبحانه كان غافلاً – والعياذ بالله – عن عباده، صالحهم وطالحهم، ليأتي هؤلاء وينظِّروا لأمر خطير – وهو ليس بالجديد بطبيعة الحال – وهو نسف المنظومة الإسلامية العريقة، وتقويض معالمها، بحجة أن بعض المسلمين يمارسون أفعالاً قبيحة رغم تدينهم الظاهري..! ونحن نعلم -  وهم يعلمون كذلك – أن الإسلام ومنذ نزوله على أرض الجزيرة العربية، قد اختلف الناس في فهم وتفسير روحه وفلسفته ومضامينه العظيمة، قال تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)، فعدّه بعضهم سلطاناً عظيماً لبني هاشم، ولا دخل للوحي الإلهي بذلك..! ومنهم من دخله خوفاً على حياته ومصالحه، ومنهم من دخله طمعاً بالغنائم، والقلة القليلة من المؤمنين المخلصين من آمنوا بأنه دين سماوي نزل على الصادق الأمين (ص) ليخلص الناس من الجهل والضلالة، ويهديهم إلى سبيل الرشاد، قال تعالى:  (وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا).
إذن، لا سبيل إلى التكفير الجمعي، وأخذ الناس جميعاً بجريرة هذا وذاك من المسيئين، ولكن وكما قدمنا بداية، بأن الأمر بمجمله يعود لتبرير تقاعسهم عن طاعة الله تعالى بفروعه وأحكامه، وذر الرماد في العيون، لخلط الأمور لا غير...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/21



كتابة تعليق لموضوع : الهروب من العبادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net