خاطرةٌ:مَنْ نحنُ بينَ الحياةِ والموتِ ؟
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

كم يبقَىٰ للإِنسانِ بعدَ موتِه من ذِكْرٍ عندَ الأَحياءِ ممَّن يعرِفونه حقَّ المعرِفةِ ولا سيَّما أُسرتُه ؟ إِنَّه يُدعَىٰ - بعد موتِه ، إِلى ما قبلَ دفنِه - بـ(الجَنازةِ) ، و(المَيت) ، و(النعشِ أَوِ التابوت) !
فما الذي سيكونُ له نافعًا مؤنِسًا مُنقِذًا بعد تناسي (أَصدقائِه ، وأَقاربِه ، وأُسرتِه) شخصَه إِلَّا مِن ذِكْرٍ بـ(سورةِ الفاتحةِ ، أَو هديةٍ ماليةٍ /معنويةٍ ، أَو مائدةٍ) تُقرَنُ باسمِه ؟ لن ينفعَه ويُؤنِسَه ويُنقِذَه إِلَّا عملُه عملُه عملُه ، ولا شيءَ آخرَ سوىٰ عملِه.
فهل مِنْ وقتٍ يُمكِنُ أَنْ يُهدَرَ لغيرِ العملِ الصالحِ بإِيمانٍ ؟ وهل مِن مُستَحِقٍّ يُمكِنُ أَن يُعمَل له إِلَّا اللٰهُ ؟ يجبُ العملُ النافعُ للنفسِ ، وللآخرِ ، للدِّينِ والفِكْرِ ، للوطنِ والبشر.
ويَجبُ عدمُ الاكتراثِ لأَيِّ لَهْوِ أَو لاهٍ ، وعدمُ ربطِ الحياةِ وما ينبغي عملُه فيها بمِزاجِ إِنسانٍ أَو جهةٍ طلبًا للرضا ، أَو خشيةَ الغضبِ ؛ فالمَبدَأُ من اللٰهِ ، والمنتَهَى إِلى اللٰهِ ؛ لأَنَّ كلَّ شيءٍ بيدِ اللٰهِ ؛ فما يَرضاهُ هو الخيرُ للعبادِ والبلادِ ، وما لا يَرضاهُ هو الشرُّ لهما.
نحن في الدنيا ما كُنَّا لنكونَ لولا فضلُ اللٰهِ ، وما كنَّا لنَحيا لولا رزقُ اللٰهِ ، وما كُنَّا لِنموتَ لولا أَمرُ اللٰهِ ؛ فليس لنا بعد الموتِ إِلَّا اللٰهُ يُصيبُنا برحمتِه ؛ فلا وَجهَ لعملِ ما يُوجِبُ علينا غضبَه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat