يحكى أن رجلاً ناسكاً متعبداً في قرية، كان قدوة حسنة لأهلها، لمستوى تدينه الرائع، ويسألونه في حلهم وترحالهم، وذات يوم حل
ملاك أحاول نسج عنوان له، لأستطيع الوقوف على سواحل نصوصه، وملامحه وطريق معانيه،
في عراق مثقل بالهموم والنزاعات، والرؤوس المقطوعة، والعنف المتنقل، بين أفكار الساسة، يتوزع الألم على مفاصل...
غرق دنيوي في بحر الظلمات، وعنف وصراع يخاض، بمختلف الصور والطرق، ضد شيعة أهل البيت (عليهم السلام أجمعين)،
رجل ملحمة، وفراش نائم في وسط عاصفة، ذات تفاهات صبيانية جاهلية، حاولوا بها هدر دم النبي الأعظم (صلواته تعالى عليه)،
قراءات في دفاتر زمن جاهل، لا يعرف سوى المجون والعدوان، الذي لم تسلم منه حتى الأنثى،
يقول المفكر والأديب توفيق الحكيم: (يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً، والقزم عملاقاً، والخفاش نسراً، لكن أمام الحمقى والسذج فقط)،
الضياع التأريخي، والتشريد المتعمد، لوقائع إستشهاد الرسول محمد (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، جعل من المؤمنين بمظلومية نبي الرحمة،
ملحمة كربلاء قضية محركة لأجيال الحاضر، بإعتبارها قاعدة المستقبل، لأن مسيرة الأربعين فيها، حركت ضمائر الماضين
التطور يصنعه النخبة، وبما أن ثورة الإمام الحسين، عالمية متجددة متطورة بمرور السنين، فمن الطبيعي ان يتم خلال هذه الثورة
عبّارات مائية بدأت قصتها، بزوارق صغيرة لا تتجاوز الأربع، وقد لطمت تيارات الماء مسارها مسرعة
ليس هناك أروع من مداوة الإنسان، لثورة غضبه بلجوئه الى العبادة، خاصة مع قلة المعين، وخذلان الناصر، في وقت
حوار كربلائي، إستشهادي طاهر، ممتع وعميق، وجائزة عظيمة، منحها أهل بيت النبوة، لأرض نينوى في طفها الملحمي، حيث أن الضياء الثاقب
حلول خائبة بعيدة عن السياق السياسي الآمن، والحوار المفتوح لتبادل وجهات النظر وتقريبها، بغية تقليل الخسائر البشرية
نساء واقعة الطف، على درجة عالية من قوة المبدأ والعقيدة، عندما تعرضن الى المصائب، فتراهن جبالاً
علي (عليه السلام) والإصلاح، عاملان في غاية الخطورة، أيام الحكم الأموي الفاسد، الذي إبتدع
جمعٌ من أهل بيت النبوة في خربة الشام، ينتجون وجعاً كربلائياً خالداً، خلقت من أنواره، ثورات الأحرار، وصيحات الشرفاء،
طاقات هائلة عابرة للعقول، ومذابح للحرية، تنصب طفاً ما بعده قصة تروى، في صراع مستديم أزلي، بين الحق والحرية،