صفحة الكاتب : امل الياسري

من دولة مؤسسات الى دولة أزمات ... قد يضيع العراق لفترة كما ضاع أيام هولاكو!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يحكى أن رجلاً ناسكاً متعبداً في قرية، كان قدوة حسنة لأهلها، لمستوى تدينه الرائع، ويسألونه في حلهم وترحالهم، وذات يوم حل طوفان بالقرية، أغرقها بالماء، ولم يستطع أحد النجاة، إلا من كان معه قارب، فمرَّ بعض أهل القرية، على بيت المتعبد لينقذوه، فقال لهم: لا داعي للقلق، الله سينقذني إذهبوا، وجاء أناس أخرون لإنقاذه، فأجابهم بالكلام نفسه، ومرت به أخر أسرة تحاول النجاة، فسألته الرحيل معها، لأن القرية ستغرق قريباً بالكامل، وكان الجواب بنفس الكلمات!
إنتهى الطوفان، وتجمع الناس في القرية، فوجدوا جثة المتعبد، فثار الجدل بين الناس، أين الله؟ لماذا لم ينقذ عبده؟ عندها قرر بعض من ضعاف الإيمان، الإرتداد عن الدين، حتى جاء شاب متعلم متدين فصرخ، مَنْ قال لكم أن الله لم ينقذه؟ إن الله أنقذه ثلاث مرات، عندما أرسل له ثلاث عوائل، لكنه لم يرد النجاة، وبما أن المتعبد الناسك رحل، فإن القرية لم ولن ترحل، بوجودكم وحكمتكم في التعامل مع الأزمات، التي قد نتعرض لها مستقبلاً!
شعب مظلوم ملّ الإنتظار، ليحلَّ الإنتصار، بعد نبوءة حرية مقدسة، كان من المفترض، أن تكون نهاياتها صحيحة للغاية، لأن ما أريد منها، هو بدء التغيير من الداخل، وليس بمجيء بعض الساسة، على دبابات أمريكية أو بريطانية، الذي بات العراق بسببهم، يعيش مهرجاناً للتبضع، من دمائهم، وأجسادهم، وأراضيهم، كما أن الأجيال بدأت تستصرخ مستقبلها المجهول، ألا فاللعنة على فاسدين، أرتضوا لدولتهم الديمقراطية المزيفة، تسليم أعراضها لصعاليك الجاهلية، فلا تدعوا العراق يضيع لفترة، كما ضاع أيام هولاكو!
طوفان الدم الذي أغرق العراق فيه، بسبب أحقاد أموية مؤجلة، لجأوا إليها لأن أسيادهم، أنتجوا أوثاناً داعشية في غرف مظلمة، لكن ليل الشيعة لا يحتمل الصمت لوحده، فأندملت جروح الأصابع الطويلة، وإرتاحت أسماء جهادية، بحجم مدنهم الثائرة، ضد الحاكم المجنون، ولكن الدولة العراقية باتت اليوم، بحاجة الى شاب متعلم معتدل، يمتلك رؤى ثاقبة لا يستقصي أحداً من فكره، فيكّونون بمجموعهم خيمة عراق واحد موحد، وإن كنا قد مررنا بأزمات، فلنجعل ألمها منتجاً، يمنحنا الصلابة والمواجهة!
ثلاثة مقومات، أرسلها الخالق عز وجل للعراقيين، على أرض الواقع، وهي مَنْ ستجعلهم، يتحولون بدولة الأزمات، الى دولة مؤسسات، أولها وجود يعسوب الدين، وسيد العدالة، الإمام علي (عليه السلام)، وثانيها كعبة الأحرار، الإمام الحسين (عليه السلام)، أمير الحرية الحمراء، وثالثها نهوض غائب بدولة عدل إلهي، لذا أيها الساسة: أسترعي إنتباهكم لثلاث علامات عالمية، وإعملوا كما عملوا، فسيرى الباريء عملكم، ورسوله، والمؤمنون، ولا يغرنكم سلوك المتعبد، فأغلب الناس باتت تعرف مَنْ ينقذها، إنه الشاب المتعلم المتدين!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/23



كتابة تعليق لموضوع : من دولة مؤسسات الى دولة أزمات ... قد يضيع العراق لفترة كما ضاع أيام هولاكو!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net