تلك أسماء سميتموها لا تُرضي من تسمّوهم بها [دام ظلهم]، فهي خاطئة؛ إذ لا يوجد كعلي والحسين حتى بالأئمة من نسلهما فضلاً عن غيرهم؛ فعن أبي جعفر [عليه السلام] في تفسير الآية: "كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب"، قال: "إيانا عنى وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي [صلى الله عليه وآله]".¹
وأيضاً هناك مختصات للإمام علي، نفس الأئمة لم يرتضوها لهم ونهوا عن القول بها لغيره كلقب (أمير المؤمنين) حيث دخل رجل على أبي عبد الله فقال: "السلام عليك ياأمير المؤمنين"، فقام [الإمام] على قدميه! وقال: "مه، هذا إسم لايصلح إلا لأمير المؤمنين عليه السلام، سمّاه الله به ولم يسمّ أحدا غيره"²ً.
والإمام الحسين كذلك هو أبو الأئمة، وهم شهداء وهو سيد الشهداء.
ونحن نأتي ونقايسهما بمن هم دون الأئمة حتى!
ولعل من يقول أن القصد ليست تلك المقايسة المنهي عنها [نحن أهل بيت لا يُقاس بنا أحد]³ بل القصد هو الإستمداد من المنهجية..
جيد، ونحن ماتعظيمنا لمراجعنا إلا لأجل أنهم يستمدون من منهج ساداتهم، لكن..
أولاً: الإستمداد لا يُصيّره علياً أو حسيناً للزمان كما قلنا بعدم وجود نظير لهما حتى في باقي الأئمة، وإن كان هناك فهو الإمام المهدي أرواحنا فداه!
ثانياً: ما دُمت لا تقصد المقايسة فلا تأتِ و تساوي بين التولي والخذلان للإمام والتولي والخذلان لـ"علي وحسين الزمان"؛ اذ أن عدم التولي للإمام يوجب الخروج من المذهب الشيعي والميتة الجاهلية، وعدم التولي لمن سميت لا يوجب ذلك ولا دليل عليه.
عدم خذلان الإمام يودي بالمكلف الى المضي على بصيرة من أمره كما نقرأ في زيارة العباس ابن علي و مسلم ابن عقيل والمختار الثقفي وغيرهم [السلام على من مضى على بصيرة من أمره]، وخذلانهم يعمي هذه البصيرة، ولا دليل وجزم في إنعدام بصيرة من يخذل الذي سميت!
محبة الإمام علي والأئمة كانت كما يقول رسول الله [صلى الله عليه وآله]: "إنّه لا يحبنا إلاّ من طاب مولده"⁴، وكقول الشاعر بحق الأمير: "أنت محك أولاد الحلال"، اذ يختبرون طهارة مولد أولادهم بحب وبغض علي، فما دمت لاتقايس اذن لاتجعل المبغض لم سميت ملوث المولد!
نعم، نحن مأمورون بالرجوع للمرجع الجامع للشرائط، وعدم طاعته تخلّف آثاراً سلبيّة لكن ليس للحد الذي ذُكر أعلاه ومانراه من تقاذف بالتُهم لايفصله فاصل كبير عن التكفير!. كما أن لإحترامهم ضرورة لكن لا تصل الى القول بمبايعتهم في يوم الغدير!
للناطق بالشهادتين عليك حقوق الأخوة فما قولك بمن نطق بالشهادة الثالثة؟ وإختلاف المرجعيات لا يُسقطها.
هذا مادمنا في أيام ولاية الأمير، مقبلين على أيام شهادة الإمام الحسين، والأفضل الإستفادة من مناسباتنا الدينية وشخصياتها ودراستها جيداً بدل توظيفها لما نؤمن به.
_____________
'1': بصائر الدرجات، 57.
'2': وسائل الشيعة، ج14،ص200.
'3': عيون أخبار الرضا، 220.
'4': آمالي الطوسي، 45
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat