كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الصنمية في الكتابة

ملاحظة : كلامنا هنا في العلوم الإنسانية التي وضعها و اخترعها الإنسان العادي .

************************************

    لقد وضعت العلوم و قُعدت لها أسس و قواعد ضمن رؤية منهجية ، بحيث ظل يُعرف ان لكل علم موضوعه ، و أسسه ، و قواعده ، و تقسيماته .

هناك علوم لها قواعد ثابتة لا يمكن ان تنفك ابداً و لا يمكن مخالفتها مطلقاً كالرياضيات على سبيل المثال .

و هناك علوم وضعت لها قواعد لكن قواعدها كثيرة الاستثناءات كـ( النحو ) مثالاً .

و هناك علوم لا قواعد ثابتة لها كالأنثروبولوجيا مثلاً .

إن الجامع المشترك لكل ما تقدم ؛ ان الإنسان وضع كل ذلك لتقريب الفهم و ضمن قواعد ( طريقية ) . فإذا كان العالِم الفلاني قد قال انه يرى في العلم الفلاني كذا و كذا .. و غيره قال كذا و كذا ايضاً .. و بعد سنين يصبح كلامهما مرجعاً للانطلاق نحو فهم ذلك العلم .

السؤال هنا هو : 

هل مخالفتهما محرم شرعاً ؟

أم هو ممنوع عقلاً ؟

أم ممنوع علمياً ؟

أم ماذا ؟؟؟

الجواب هو :

لا مخالفة شرعية مطلقاً في الذهاب إلى خلاف ما قالا به . إذ ان المخالفة الشرعية تتحقق عند مخالفة الشرع لا عند مخالفة الشخوص من البشر العاديين .

و لن تكون المخالفة ممنوعة عقلاً ما لم تستلزم التهكم أو التسقيط أو التعدي و التجري اللاأخلاقي ، أو المخالفة العلمية صراحةً .

و كذلك فإن المخالفة لن تكون ممنوعة علمياً لأن العلم قابل للتطور و التجدد بتطور و تجدد الآليات .

إذاً : إن من يمنع كل مخالفة علمية هو يدعو إلى ( صنمية ) في الكتابة أي ( صنمية كتابية ) بامتياز .

طباعة
2016/02/13
2,742
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!