قراءة في ولادة علي ع
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
أكادُ أعتقد قاطعا إنما تشرفت الكعبة بصيرورتها رحِما وموضعا وضعت فيه أم الإمام علي /ع/ فاطمة بنت اسد وليدها المعصوم علي /ع/
ترميزا وتلويحا لقداسة علي /ع/ والتي ستنتهك بعد شهادة الرسول الأكرم /ص/ وإشعارا بأنّ علياً صاحب شأنٍ عظيم وهو من سيطهر الكعبة من أصنام المشركين
ولذا لُقِّبَ /ع/ بمكسّر الإصنام في فتح مكة .
هذا من جهة ومن جهة أخرى أنّ الكعبة كانت رامزا للتوحيد الألهي مذ آدم /ع/ وإلى نبوة محمد/ص/ ولكن المشركين لوثُوا التوحيد بوثنيتهم
فجاءت ولادة علي /ع/ في جوف الكعبة إيذانا بإرجاع الأمور إلى نصابها القويم
فعلي/ع/ هو مصداق توحيد الله تعالى بإمامته المجعوله ربانيا بعد ختم نبوة محمد/ص/.
وهو رامز الإيمان كله.
وهو بوصلة الإمامة الإثني عشرية ومنه إنبثقت سلسلة المعصومين/ع/
ولعلم الله تعالى الأزلي بأنّ علياّ/ع/ سيُهمّش حقه بعد رحيل النبي محمد/ع/
أعطاه تعالى هذه الميزة التي لم ينلها لانبي ولا وصي لا من قبله ولا من بعده.
وحتى أنّ الصديقة مريم بنت عمران حينما جائها المخاض أُمِرتَ بالخروج من بيت المقدس وهي معصومة وأم لنبي /ع/ عيسى/ع/
ولكن الحال مع أم علي/ع/ فاطمة يختلف تماماً فعندما ضربها الطلق لاذت ببيت الله تعالى وإنشرخ الحائط ودخلت في جوف الكعبة لتلد حيدر /ع/
وحتى أنّ نساء أهل الجنة تشرفت بخدمتها وهذا كلام متفق عليه بين جميع المسلمين. عامة وخاصة.
فما حصل مع ولادة علي/ع/ يعطينا قراءة ربانية عظيمة تكتنف صفحاتها قدسية شخصٍ مثل علي/ع/ وإلاّ ما الحكمة من ذلك بخصوص علي/ع/
فهناك من هو أعظم منه وهو رسول الله /ص/ فلماذا لم تلده أمه /ع/ آمنه في جوف الكعبة وكذا الحال مع أي نبي أو وصي/ع/.
إنّ كل تلك المرتكزات العقدية والدينية تستحق الدراسة والتأسيس عليها منهجا وفكرا وسلوكا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat