صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

إمكان التقارب المَنهَجي بين علم الإنسان والمَهدويَّة في حلّ مشكلات الحياة البشرية عامّة الجزء الثالث
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وإذا ما صان الإنسان أمانته بوجه عادل وحق، فسيبلغ الجنس البشري حدّ التواطؤ والتوافق المصداقي في عقيدته وسلوكه وثقافته ونمط عيشه آمناً. وهذا ما ستتكفل بتحقيقه المنهجيات المُتقاربة والمُشتركة بين الفكرتين الوضعية والإلهيّة في نهاية الأمر، وبدعم آليات المُثاقفة الإنسانية الجديدة.

 ومن الواضح أنَّ الإنسان في هذه الأرض هو واحد في مفهومه وطبيعته تكوناً وصيرورةً، وكذا الطبيعة الوجودية هي الأخرى واحدة في مادتها ووجودها، وإذا كان الأمر كذلك، فكل ما يواجهه الناس من مشكلات عامة، فهي متشابهة في الأعم الأغلب في ماهياتها وأسبابها، وبالتالي تكون الحلول والخيارات العلاجية هي متشابهة أيضاً، فما يطرحه الدين من حلول تجاه مشكلات العصر والحياة هي ذاتها قد توصل إليها علماء الإنسان اليوم، مهما اختلفت التسميات والمنهجيات، لطالما الإنسان واحد مفهوماً ووجوداً. 
ولعلَّ أبرز ما يواجهه الإنسان اليوم من مشكلات تتركز في أبعاد الفكر والثقافة والإدارة السياسية والحكم والاقتصاد والأخلاق والحريات والحقوق.
وكل تلك الأبعاد الحياتية قد أخذتْ قدراً كافياً وعادلاً في تصورات المهدوية المُرتقبُ تطبيقها مصداقياً من حيث تحديد المشكلة وعلاجها الناجع الذي يكمن في تطبيق العدل ميدانياً.
ففي بعد الثقافة والمعرفة ونضج العقل البشري والإدارة والاقتصاد والتدبير والحكم يظهر عنوان العدل والقسط الإطلاقي بصورة تُكافئ ما حُرِّمتْ منه الأمم والشعوب على مر التأريخ المنصرم قبل وقت الظهور والقيام المهدوي الشريف. 
عن أبي جعفر الإمام الباقر (ع) قال: 
 إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكُملَتْ به أحلامهم) (الكافي: الكليني/ ج1ص 25).
وكذا الحال في بعد الاقتصاد والإدارة، وإعادة توزيع الثروات الطبيعية بصورة عادلة ومنصفة للجميع، فيُروى أنه: إذا قام قائمنا (صلوات الله عليه) يعدل في خلق الرحمان بالسوية البر منهم والفاجر. (وسائل الشيعة: الحر العاملي/ ج6 ص195).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/20


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الآثار السلبيّة للتصورات الزائفة وخطورتها  (المقالات)

    • تذكرةٌ بمناسبة ولادة النبي الأعظم (صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم):  (المقالات)

    • لِنَتَعَلَّمْ مِن السَيِّدَةِ فَاطِمَة الزَهرَاء عَليهَا السَلامُ  (المقالات)

    • ثَقَافَةُ (فَتَبَيَّنُوا) قُرآنِيَّاً.. مَنْهَجٌ وسُلُوكٌ  القسم الأول  (المقالات)

    • الإمامُ المَهدي (عج) وثنائيَّة الغيبِ والشهادة وقفةٌ معرفيَّة مع المُعطى القرآني الجزء الثالث  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : إمكان التقارب المَنهَجي بين علم الإنسان والمَهدويَّة في حلّ مشكلات الحياة البشرية عامّة الجزء الثالث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net