قَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا... عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قَالَ: يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ، فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا... قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ الله أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ.
قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ الله أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ...). (صحيح البخاري: 1345- 1346[كتاب التوحيد/حديث :7440]).
توحي العبارة التالية في الحديث المتقدِّم إلى التجسيم والتشبيه والحلول: (فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا)..!!، فصار للرَّب دار يستأذن عندها الرَّسول للدّخول على الربِّ؟!!، ثمَّ يُؤذن له بالدخول فيدخل الرسول، وعندما يراه في دارِهِ يقع ساجداً!، وهذا يعني أنَّ هناك مكاناً يحوي الرب ويحيط به، والله تعالى مُنزَّه عن الحلول والجسمية، فلا يحويه مكان.
ويضاف إلى ذلك قول أحمد بن علي المكنى بأبي بكر الرازي الجصاص الحنفي الذي أنكر إمكان رؤية الله تعالى، وعلَّق على مثل هذه الأحاديث بقوله:
(وَالْأَخْبَارُ الْمَرْوِيَّةُ فِي الرُّؤْيَةِ إنَّمَا الْمُرَادُ بِهَا الْعِلْمُ لَوْ صَحَّتْ، وَهُوَ عِلْمُ الضَّرُورَةِ الَّذِي لَا تَشُوبُهُ شُبْهَةٌ، وَلَا تَعْرِضُ فِيهِ الشُّكُوكُ؛ لِأَنَّ الرُّؤْيَةَ بِمَعْنَى الْعِلْمِ مَشْهُورَةٌ فِي اللُّغَةِ(. (أحكام القرآن للجصاص: 4/169[سورة الإنعام/باب النهي عن مجالسة الظالمين]).
وهكذا لا يصح الاستدلال بحديثهم على رؤية الله تعالى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat