صفحة الكاتب : مهند ال كزار

السيستاني لا يريد ؟
مهند ال كزار

 المتتبع للمخطط الجديد, الذي يراد به اعادة رسم الخارطة الشرق اوسطية, سوف يرى بروز العديد من القوى التي اصبحت مسيطرة جغرافياً على بعض المناطق المهمة, منها من عملت على تحقيق المصالح الاميركية و الإسرائيلية, ومنها من هي بالضد من هذه التوجهات .
 سقوط الانظمة التقليدية في المنطقة, ادى الى ظهور قوى جديدة كانت منظمة أكثر من القوى الليبرالية والعلمانية, مما جعلها تسيطر على جميع المنجزات المتحققة, افكارها تطرفية لا تقبل بالتعايش السلمي مع المعتقدات والديانات التي لا تؤمن بأفكارها, جعلت من المذاهب والمكونات الاخرى هدفاً لها, مارست بحقها أبشع القتل والتنكيل, في ليبيا وسوريا ومصر وغيرها من الدول.
تجاور العراق جفرافياً مع سوريا وتركيا, جعلة هدفاً لهذه الجماعات التي استغلت الفراغ والاخطاء الامنية وسيطرت على المناطق التي سقطت بيدها بعد احداث التاسع من حزيران, لكنها تعاملت معه كما تعاملت مع سوريا وليبيا, وهذا هو خطئها الاستراتيجي ؟
بعد عمليات (لبيك يا رسول الله ) التي انطلقت لتحرير صلاح الدين, والعمليات التي رافقتها فس بعض المناطق, أثبتت ان القيادة الدينية الموجودة في النجف الاشرف, تمتاز بحنكه سياسية عالية, قياده أتصفت بالوعي, وادراك التخلف القائم, والهام الاشخاص, والقدرة على جذب الشارع, والمسؤولية, والرؤية الثاقبة , من خلال خطبها التي جاءت منسجمة مع العصر وادواته, وبناء دولة المؤسسات .
إن التنوع السياسي والثقافي والفئوي والمؤسساتي في العراق، كان في حاجة ماسة إلى وجود مرجعية تحتضن كل هذه الأطياف، وتساعدها على تجاوز حالات التباين والصدام، وتوجهها للتعاون في مواجهة الاستحقاقات المصيرية التي تنتظره في المستقبل .
بعض الاطراف حلمت بعد الاحداث الاخيرة بتكوين دولتهم المنشودة, على حساب الوطن الواحد, على عكس القيادة المرجعية للسيد السيستاني (حفظة الله), التي لا تريد سوى عراقً واحد, وهوية واحدة, ولا تتخذ مواقف حادّة تجاه الآخرين عند اختلاف الرأي والموقف، بل تعتمد الحوار، وتراهن على الإصلاح، والتقليل من آثار ما تراه خطأً، والحد من مضاعفاته وتطويقه.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/13



كتابة تعليق لموضوع : السيستاني لا يريد ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net