لا تزجوا المقدسات في لُعبة..
حسين فرحان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين فرحان

هي لُعبة.. جماهيرية كانت أو غير ذلك.. رسمية كانت أو ودية، كرة يتلاقفها اللاعبون وسط هتافات لم تخل يوما من الشتائم والكفر والالفاظ النابية.. هتافات تبدأ ساخنة مفعمة بهيستريا الوطنية أو الانتماء للنادي العريق وتتلاشى تدريجيا نحو الزندقة وفقدان التوازن وفق ما يحدده اهتزاز الشبكة بكرات الخصوم.
الجمهور الكروي يردد ما يحلو له من شعارات تظهر أنه وطني في تشجيع منتخبه وغيور مخضرم في تشجيع ناديه حتى وإن كان اجنبيا..
لم يعترض أحد على طبيعة هذه الهتافات الا أن تكون مخالفة لبعض المواثيق كإطلاقها بشكل عنصري أو مهين لدولة أخرى أو رمز معين، حينئذ يواجه هذا الجمهور بعقوبات تصل الى حد منع فريقه من أن يكون له الحضور الجماهيري الذي اعتاد عليه.
في الآونة الاخيرة انشغلت الجماهير العراقية كثيرا في الشعارات والهتافات وصارت تعد لها العدة قبيل كل مباراة لمنتخب البلاد أو للاندية التي تلعب مباريات دولية.. لكن. تم زج الرموز المقدسة بشكل غير مناسب ولا يتلائم مع (لُعبة) تتعرض فيها الفرق فيها للفوز و للهزيمة كأي لعبة أخرى..
الذات الالهية والاسماء المقدسة للنبي وآله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بل حتى الصلوات وكل ما ينتمي للمنظومة الدينية من الفاظ لا ينبغي زجها في الالعاب وسط حضور جماهيري لم يخل يوما من وجود المتردية والنطيحة فيه، ولم يخل يوما من وجود أناس يتلذذون بنطق مفردات الكفر والتجاوز على الذوات المحترمة..
اضف الى ذلك ما يقابله من ردود افعال لجماهير الفرق المتنافسة التي لا تعترف بعقيدة هذا الجمهور فتجعلها محل استهزاء وسخرية وتهكم وعداوة وبغضاء..
لم يمنعكم أحد من الهتاف والتشجيع، لكن لا تقحموا هذه المقدسات في شعاراتكم وتصريحاتكم حيث لا يليق بها أن تكون ضمن فعاليات الرقص والدبكات والغناء ووسط إيقاع الطبول والدفوف، لأن مكان هذه الاسماء هو قلب القرآن وطهر المساجد وأماكن العبادة، مكانها كتب الحديث والدعاء.. مكانها قلوب المؤمنين وبيوت الصالحين.. مكانها الشعائر والمنائر والمنابر..
مكانها النور لا ظلمات التهريج والانفعالات والالعاب..
نرجو لمن نصب نفسه عاشقا للكرة أن يهتف لفريقه بما يناسب (اللعبة) ، ويترك هذه المقدسات في مقاماتها العالية، فمدرجات الملاعب غير مناسبة لذلك.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat