صفحة الكاتب : حسين فرحان

دعوا الاربعينية لأهلها.. 
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انقضت زيارة الأربعين في يسر وعافية.. انقضت ولم تخل من محاولات اقحامها في ما لا يناسب خصوصيتها من محاولات زج قضايا أخرى فيها - وهذا دأب بعضهم في كل عام- حيث ترفع شعارات الاصلاح السياسي وغيره، وقد ترك البعض سائر أيام السنة دون حراك حتى اذا جائت الاربعين تزاحمت مع شعائرها الشعارات الرنانة وانبرى كل مأزوم ليعلن عن مكنون قلبه ناسيا أو متناسيا أن الإصلاح السياسي لا يكون الا بالوعي وحسن الاختيار وتحكيم الضمير والعقل ومكانه الصحيح هو صندوق الاقتراع لا بمزاحمة الشعائر المقدسة..
الاربعينية ليست مكانا لاستعراض التوجهات ولا مكانا للتخندقات ولا مكانا لظهور الأنا وارتفاع صوتها، ايا كانت هذه الأنا شخصية أو جماعية تتمثل بحركة أو حزب أو غيرهما..
الأربعينية علامة من علامات المؤمن يؤديها للحسين (عليه السلام) عارفا بحقه..
وكل الذين يسيرون في الطرق المؤدية الى كربلاء ينشدون النجاة، إذ ليس بينهم من هو معصوم، وما الراحلين الى قبره (صلوات الله وسلامه عليه) الا من وفقه الله تعالى لينال هذا الوسام ويحظى بغفران الذنوب، وستر العيوب، وكشف الكروب، والتوفيق لطاعة الله تعالى وعبادته والثبات على الولاية، وهذه اهداف سامية ينشدها الانسان الشيعي في مسيرة  حياته حيث تتحقق الغاية من وجوده في هذه الدنيا ليعبد الله تعالى نقيا تقيا لا شقيا فتكون زيارة الأربعين مع ما بها من خصوصية سببا لتحقيق ذلك..
زيارة الأربعين شعيرة مقدسة حث عليها المعصوم فصارت علامة من علامات أهل الايمان، ودرج على أدائها الائمة والعلماء والفضلاء وعموم الشيعة منذ شهادة الإمام الحسين عليه السلام الى يومنا هذا..
شعيرة لم تتضمن سوى عقد النية والتوجه الى كربلاء تتخللها خدمة بقصد القربة ورايات ومرثيات للمواساةوارتداء اطهر الثياب وقراءة الزيارة المخصوصة ومن ثم العودة برجاء القبول والأمل بتحقق ما جاء في دعاء الامام الصادق عليه السلام لزوار الحسين عليه السلام الذين غيرت وجوههم الشمس.. حيث لا مكان لوعود سياسية أوغيرها. 
وسوى ذلك من ظهور لحركات وتوجهات وشعارات و(أنا) مستثمرة، لا قيمة له ولا وزن بل هو تشويش وانفعالات مرحلية تجدها اليوم ولا تجدها غدا، وكم من شعارات وهتافات غردت خارج السرب ودعوات لاشخاص وجهات سمعناها في الزيارات السابقة لم يعد لها وجود اليوم، فلا شيء يعلو فوق صوت القضية الحسينية التي أريد لها أن تحيا بالجانب العزائي، وكل ما عليك أن تولي هذا الجانب حقه وهو كفيل بأن يشحذ همتك لما تبقى من العام الذي أنت فيه لتوفق في الجوانب الحياتية الأخرى، فلا تستثمر الزيارة لاغراض أخرى زائلة، فالمواقف السياسية متغيرة والأحزاب تأتي وتذهب والشخصيات ترحل، فعليك بالثابت من الأمر  اما المتغير فله زمانه ومكانه بشرط الا يكون في الأربعين.. دعوا الاربعين لمواساة زينب واصنعوا ما صنع أئمة الهدى حيث اعطوا العزاء حقه.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/22



كتابة تعليق لموضوع : دعوا الاربعينية لأهلها.. 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net