صفحة الكاتب : سماهر الخزرجي

هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
سماهر الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عيد الفطر هو واحد من اعياد المسلمين التي لها من القدسية ما لها عند الله واهل البيت عليهم والموروث الروائي لأهل البيت عليهم السلام ركز على اغتنامها بالعبادة  والذكر وصلة الرحم والبر وهو يوم توزع فيه الجوائز، وتبرز فيه النتائج، نتائج اعمال  شهر انصرم برمته فأما شقي واما سعيد، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله : "إِنَّ لِلَّهِ‏ خِيَاراً مِنْ‏ كُلِ‏ مَا خَلَقَهُ، فَأَمَّا خِيَارُهُ مِنَ اللَّيَالِي فَلَيَالِي الْجُمَعِ، وَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شعبان، وَ ليلة القدر، وَ لَيْلَتَا الْعِيدَيْنِ"(١)

ورَوى الإمام موسى بن جعفر  (عليه السلام) أنهُ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَقُولُ‏: "يُعْجِبُنِي‏ أَنْ‏ يُفَرِّغَ‏ الرَّجُلُ‏ نَفْسَهُ فِي السَّنَةِ أَرْبَعَ لَيَالٍ: لَيْلَةَ الفطر ، وَ لَيْلَةَ الأضحى، وَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شعبان، وَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رجب" (٢)
هذا نزر يسير فيما ورد من اهمية اغتنام هذا اليوم المبارك في ما يقرب من الله ويجنب غضبه ومعصيته، لكن جرت العادة في التفريط في هذا اليوم الانشغال في التنزه والسفر وما يصاحبها من محرمات كالتبرج واستماع المحرمات من الأغاني وغيرها، وكأنما اعتقوا من أغلال او نشطوا من عقال، فأباحوا كل محرم كانوا عاكفين عليه قبيل حلول شهر الله، متغافلين عن البعد المعنوي لهذا اليوم المبارك، 
ورد عن محمد بن علي بن الحسين قال: نظر الحسين بن علي عليه السلام) إلى ناس في يوم فطر يلعبون ويضحكون، فقال لأصحابه والتفت إليهم: إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخيب فيه المقصرون، وأيم الله لو كشف الغطاء لشغل محسن باحسانه ومسئ بإساءته "

فالعيد في منظور أمير المؤمنين عليه السلام هو صوم الجوارح «صوم القلب خير من صيام اللسان وصيام اللسان خير من صيام البطن»(٣)
فمن عمل بها وألجم لسانه عن الناس وحفظ قلبه من الحقد والحسد والغل واغتنم الشهر بالطاعة والتقرب لله فكان حقيقاً على نفسه ان تفرح يوم العيد وتعيد فقد انطبق عليه قول الإمام علي عليه السلام  في بعض الأعياد:«إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اَللهُ صِيَامَهُ وَشَكَرَ قِيَامَهُ وَكُلُّ يَوْمٍ لاَ يُعْصَى اَللهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ»(٤)
____
١_بحار الأنوار 
٢_ميزان الحكمة 
٣_تهذيب الأحكام 
٤_بحار الأنوار


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سماهر الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/01



كتابة تعليق لموضوع : هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net