مؤتمرات العتبات إلى أين
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تحت هذا العنوان أحببت كتابة بعض السطور، والهواجس والمشاعر، حيث نرى في العام الواحد مؤتمرات متعددة في العتبات المقدسة في العراق، بعضها قائم بالاشتراك مع الجامعات، وبعضها من دون ذلك، ويجتمع فيها سنويًّا مئات الباحثين في حركة معرفية كبيرة، وخصوصًا من الأساتذة الجامعين، حتى غدت مؤتمرات العتبات المقدسة ملتقًى فكريًّا وروحيًّا للجميع، فضلًا عن التبادل والتعارف والتهادي بالمؤلفات والبحوث، بل يحرص كثير منهم على حضورها.
- أولًا: أسباب حضور مؤتمرات العتبات✍🏻📖.
مما لا يخفى هناك أسباب كثيرة تدعو إلى هذه المشاركات، والإقبال عليها، ولعل منها ما يتوافر في هذه العتبات بما يأتي إجمالًا:
١-🎙️صدق العمل والتفاني فيه لأجل غاية معلومة صريحة خدمة الدين والعلم.
٢-🎙️التنظيم العلمي والعملي الذي تمتاز به، مهما كانت أيام المؤتمر، وتعدد فعالياته.
٣-🎙️حرص القائمين عليه على التفاني وبذل أقصى الجهود لإنجاحه علميًّا لا إعلاميًّا، وإتمامه على أحسن حال.
٤-🎙️دعم المتولين والأمناء العامِّين والمسؤولين للعتبات ماديًّا ومعنويًّا، فضلًا عن حرصهم في الحضور والمشاركة.
٥-🎙️ توفير أقصى الأجواء الرائعة المعنوية والمادية للباحثين أيام المؤتمر.
وغيرها من أمور أخرى تتفاوت من باحث إلى آخر.
- ثانيًا: أهداف العتبات من المؤتمرات. ✍🏻📖
مما لا يخفى أنَّ مثل هذه الحركة الكبيرة، التي يتم تسخير الطاقات المختلفة لها، ترتجي أهدافًا معينة، وهو أمر بديهي لحركة العقلاء في المجتمعات، فضلًا عن المؤسسات، وأظن أنَّ من تلك الأهداف:
١-✍🏻 رعاية الطاقات العلمية التي نفخر بها في الجامعات، والمؤسسات، وعامة المجتمع، وما في ذلك من رسالة علمية وإنسانية كبيرة، حيث الانتماء العظيم إلى هذه المشتركات الروحية، والتي تجلَّت في المراقد المقدسة.
٢-✍🏻 التأكيد على أهمية التعارف على وفق النظرية القرآنية (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّـهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، فالتعارف يتضمَّن معنى كبيرًا، لا يقتصر على معرفة الأسماء والألقاب والبلدان، فالتعارف على العلوم والأفكار والثقافات، والمبدعين من الموضوعات المهمة، وتبادل الخبرات.
٣-✍🏻 بيان عظمة رسالة الإسلام العظيمة القائمة على تكريم العلم والعلماء، وبيان دور أهل البيت (عليهم السلام) في حياتهم وبعد مماتهم، وما ورَّثوه للأمة من علوم نافعة في شتى مجالات الحياة، بل كنوز معرفية تحتاج إلى أكفاء مختصين لاستخراجها للمجتمع، وإنقاذه من الحيرة والجهل والضلالة.
٤-✍🏻 ضرورة وعي الأمة أنَّ الجامع في الإسلام كان جامعة، ولا بد أنْ يكون كذلك، بل منه انبثق بناء الدولة القائمة على كرامة الإنسان، وعظمة الأمة، ولا بد من العمل على الإفادة من ذلك، فلا تكون المراقد للزيارة المعهودة حصرًا، وإنْ كانت في الأصل هي لذلك، بل تكون للعلم والتربية ونشر مبادئ الإسلام الحنيف، والدعوة إلى صلاح المجتمع، وكل ذلك له أثر في نهضة الأمة المؤمنة بعقيدتها.
٥-✍🏻 تلاقح الأفكار بين (الإيمان والعلم)، وأنهما توأمان متلازمان في بناء الشخصية الإسلامية، ومن الضروري التأكيد عليهما، وعدم التفريط بأحدهما، وبيان أنَّ الهداية والصلاح، وفلاح الأمة إنما يكون بهما، وهذه رسالة الثقلين العظيمين في الأمة وإلى الأمة.
وغير ذلك من أهداف أراها قد تحققت أغلبها بفضل الله تعالى من خلال هذه المؤتمرات العلمية في العتبات المقدسة.
- ثالثًا: ثمار مؤتمرات العتبات ✍🏻📖.
إنَّ الثمار المرجوَّة من ذلك متعددة، ولعل من ثمارها الموضوعات الآتية:
١-📖 هذه الأعداد الكبيرة من الأساتذة الأفاضل المشاركين في المؤتمرات، والحريصين على إغناء هذه الظاهرة والنهضة المعرفية.
٢-📖 هذه الأعداد الكبيرة من الأساتذة المتبرعين بجهودهم وأفكارهم في خدمة العتبات، في مجالات متعددة بإخلاص وتفان لشرف المشاركة بالخدمة.
٣-📖 هذه الثلة المبارمة من الأخوات الفاضلات الأستاذات اللائي يحملن رسالة الطهارة والعفة والحجاب، ورسالة الأم والزوجة والبنت المؤمنة الصالحة في الجامعات والمؤسسات والمجتمع والأسرة، بل والتبرع بخدمة العتبات.
٤-📖 هذه البحوث والمؤلفات المختلفة في رحاب القرآن والعقيدة والسيرة والأخلاق والأدب المتعلق بعلوم الثقلين القرآن والعترة، والتي تغني المكتبة الإسلامية في الجامعات والعتبات.
٥-📖 هذه الرسائل الجامعية والبحوث الأولية للطلبة في الجامعات، وتوجيه الطلبة في هذا المسار؛ لتعريف الجيل بهذه المنابع العظيمة، والعلوم النافعة، فكان هذا التراكم المعرفي المبارك من رسائل وأطاريح وبحوث ومقالات.
أخيرًا☘️..
إنَّ هذه المؤتمرات هي في الواقع (رسالة وحجة) في آن واحدٍ.
👈🏻 فهي رسالة صريحة في أهدافها وثمارها ولا بد من أداء مسؤوليتنا تجاه هذه الرسالة العظيمة التي كان أصحابه النبي وآله وخيرة تلامذتهم.
👈🏻 وهي حجة صريحة في ضرورة أداء تكليفنا في الأمة، إذ إنَّ نعمة العلم تستحق الشكر، وشكر هذه النعمة هو العمل الدؤوب الجاد نحو الصلاح المادي والمعنوي.
فشكرًا للقائمين على هذه المؤتمرات المباركة في العتبات، وهنيئًا لكل حامل لهذه الرسالة من الباحثين والأساتذة في المؤسسات والجامعات ..
ووفَّق الله الجميع وأعانهم على أداء رسالتهم وتحقيق أهدافهم (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
خادم الثقلين
عماد الكاظمي
السبت ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٧هج
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat