صفحة الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني

مذكرات أقدم مدرس تاريخ في كربلاء "الأستاذ عبد الرزاق الحكيم"( طويريج ــــ الهندية )
اسعد عبد الرزاق هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعتز المدن بأسمائها وكل مدينة تحمل في القلب عنوانها، وبعض مدن كربلاء لها اكثر من اسم، وكل اسم له ما يميزه مثل طويريج وتسمى الهندية وما بين طويريج  والهندية هوية مزدانة بالجمال وكل عنوان له تاريخه ومعناه،
 الاستاذ عبد الرزاق الحكيم ما معنى طويريج، من اين اتى هذا الاسم والعنوان لهذه المدين؟  فأجابني
للمدينه اسمان وكل اسم له حكاية وطويريج اسم مصغر لكلمة طريج باللهجة العراقية تعني طريق وطويريج يعني الجرف العالي مفردة قديمة مصدرها طويريج طور او طار ما على من حد الماء من الارض ،ويرى المؤرخ عبد الرزاق الحسني ان تسمية طويريج يعني طريق المبتغى لزيارة كربلاء ويقال انها جاءت من لفظتين انجليزيتين بمعنى ملتقى طريقين، عندما منحت الحكومة العثمانية الشركات البريطانية صلاحية اقامة شركة النقل الهندي
قلت اسال لماذا سميت بالهندية وما علاقة الهند بطويريج اجابني الاستاذ عبد الرزاق الحكيم ان تأسيس هذه البلدة يرجع الى عام 1793م حيث كان اصف الدولة بهادر الهندي وهو وزير ملك الهند محمد الشاه الهندي في النجف أستقبله اهالي النجف وشكوا  اليه سوء وضع مياه بحر النجف والابار المالحة، فجمع رؤساء القبائل العراقية والمهندسين وقرر شق جدول لإيصال المياه الى مدينة النجف بدل اموال طائلة شق جدلا يأخذ من الضفة اليمنى لنهر الفرات من فوق مدينة بحوالي 10 كيلومترات يجري في اتجاه الكوفة القديمة عرفت جدول بنهر الهندية نسبة الى عاصف الدولة الهندي،
كنت افكر دائما ان مثل هذه الجلسات لابد ان تدون لكن للآسف لم ادون شيئا منها الا انها عاشت في الذاكرة وما زلت انهل من ذاكرتي كلما يمر أسم كربلاء وعالمها ومدنها واحداثها، فقد كان الرجل موسوعة كربلائية حية يافعة سألته عن وضعية الهندية ايام الحكم العثماني اجابني :ـ عليك ان تعرف ان قضاء الهندية في زمن العهد العثماني كان مصدرا غنيا للحبوب وتغطي مساحة اكبر من نهر الفرات السفلي، وكان الفلاحون يدفعون الضرائب عينيا على شكل شعير وقمح وذرة في عام 1884م  اثار محمد نجيب تمردا استمر عامين من خلال المطالبة بفرض ضرائب مفرطة وفقدت الحكومة سيطرتها على الريف حصرت قواتها في بلدان كربلاء والنجف والحلة ،يمتلك الاستاذ عبد الرزاق الحكيم علاوة  على قوه الذاكرة واستحضار الجواب لديه الكثافة والاختصار ووضوح الجواب ،قال لي مرة اني اقرا كل شيء عن كربلاء، وان لم يكن هناك جواب استطيع ان اخمنه التخمين المقنع، فالعشق الكربلائي نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى ، والذي اعرفه انا من تاريخ هذه المنطقة قد يختلف قليلا ويحتاج الى دقة في التصويب ،قلت له اين نهر (البالا كوباس) الم يكن هو في هذه المنطقة حسب التحديد الجغرافي ابتسم  ثم قال جيد هو فرع الهندية من الفرات لقد جف تماما وطمر وهجره ناسه ولم تكن طويريج قد مصرت، وكان اول ظهور للاستقرار السكاني في عهد الوالي على شكل قرية صغيرة عرفت بالطنبي بشكل غير متجانس اجتماعيا وكانت صغيرة المساحة تمر عبرها قناه السفن التجارية مما جعلها سوقا لتجارة الحبوب والتمور والاقمشة، وهذا ما ساعد في نموها اقتصاديا وتجاريا وتولت ادارتها عشائر ادارتها عشائرها (ال جشعم) ثم اتبعت ادارتها بلواء كربلاء عام 1874 م واصبحت قضاء من الدرجة الاولى في عهد الوالي مدحت باشا ونقل ادارتها الى لواء الحلة ثم رجعت ادارتها الى لواء كربلاء وفي عام 1881م عرفت طويريج كمدينة خدمية تخدم زوار الحسين عليه السلام، توفر لهم السكن المجاني وتنقلهم عبر شط الهندية بواسطة سفن بدائية والطف ما في الامر بان السلطات البريطانية جعلت مركز مدينة الهندية مركزا لإدارة كربلاء ،اي ان كربلاء اصبحت تابعة لمركز الهندية ، وفي الحكم الملكي عام 1921م  الحقت الهندية بلواء الحلة حتى عام 1976 م وأعيدت الى كربلاء، كنت احرص في حينها على معرفة كل جوانب الموضوع منه، فسالته عن جسر طويريج ابتسم لي كعادته وقال ذكر المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني ان جسر الحديد شيد عام 1955 م ووصف طويريج بانها مدينة تحيطها الحقول واسواقها مستقيمة طويلة وشوارعها عريضة مزفلتة، ورصيفها ممتد على ضفة النهر اليمنى ،من اجمل ما تقع عليه العين، وذكر دكتور علي الوردي في عام م1913 شيدت القنوات التي وفرتها سدة الهندية واصبحت من المدن الزراعية يزرع في طويريج الهندية الحنطة والشعير والارز بانواعه المشهورة والمدينة الوحيدة التي اشتهرت بزراعة التبغ وبكميات تجارية وبساتينها مليئة بالنخيل الذي يظلل تحته اشجار الحمضيات والتين والرمان واتذكر اخر كلمة كانت في هذا اللقاء حلوة طويريج قالها وهو يبتسم من اجمل المدن العراقية طويريج
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبد الرزاق هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/12



كتابة تعليق لموضوع : مذكرات أقدم مدرس تاريخ في كربلاء "الأستاذ عبد الرزاق الحكيم"( طويريج ــــ الهندية )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net