يوميات طالبة حوزة
خديجة الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اليوم الاول .........مع سورة الفاتحة
يمثل الدرس الاول في حياه التلميذ تجربة جديدة ويبقى لكل طالب رؤيته، احلامه ، فكره ،فمنهم من يخاف الدرس الاول،  يخاف روح المجهول ونوع المعلومات التي سيحملها الدرس اليه، وخاصة حين يكون الدرس الاول في سورة الفاتحة، اذا لا شيء جديد.... سورة الفاتحة من ضمن السور التي حفظتها عن ظهر قلب ..منذ سنوات ،وفي كل يوم اقراها في الصلاة ، وكأني اريد ان اقول للمعلمة:ـ  هاتي اشياء لا نعرفها ،لماذا هذا التكرار في المعلومة ؟ اقولها في دواخل وانا مقتنعة بأن لابد من جدية تأخذنا صوب الجديد،
لكن... فجأة لا اعرف ما الذي تغير؟ ادركت مغزى وجودي كتلميذة ،  سألت حينها  نفسي ومن الذي اخبرك بان كل ما يعرف الانسان هو الحقيقة والصواب ؟ من قال ما عندك من قراءة هي الحقيقة بذاتها والبعيدة عن الاخطاء؟  بدأت اشياء جديدة تنتابني اولا اكتشفت مساحة الذات وهلاكها  حين لا تسمع  الا صداها، وصرت اخجل من ذاتي التي كنت اظنها تعرف كل شيء، واذا بها تحتاج الى سنوات من الدرس والتعليم، وعرفت ان وهم العلم فوضى تصب في معين فارغ ومنها ادركت معنى ضياع الانسان حين تأخذه الغفلة ولا تنجيه المعرفة،
حياتي قبل الدرس الاول كانت ترتكز على الاطمئنان الخاوي ، من الاطمئنان نفسه كنت على حالة من التيه والغرور، اشعر ان علي انا ان اعلم المعلمة كيف تقرأ سورة الفاتحة،  تلك مشاعر غريبة ربما لا استطيع ان اصفها وانا اجهل وصفها لكن ما ان قرات المعلمة سورة الفاتحة حتى ادركت حلاوة هذه السورة المباركة  وعذوبتها، وخجلت من معناي ،من قراءتي ،خجلت من نفسي ان ارى كيف تضبط ايقاع القراءة  والفاظها  بلا لحن،
القراءة الصحيحة لآيات القران علم من عوالم الخير والمعروف  والنور، وانا استمع لقراءة المعلمة صرت اخاف ان تقول لي اقرئي ، ماذا ساقرأ ادركت  مخاوفي وخجلي امام بنات الصف كيف لا اخجل من ربي ؟ بهذا العمر ولا اعرف قراءة سورة الفاتحة قراءة صحيحة ؟ 
كأن المعلمة ادركت ما يدور في راسي، تركت جميع بنات الصف قالت لي اقرئي ، نظرت اليها بعين دامعة وكأني اسمعها توبخني على قراءتي تقول لي الم يعلمك ابوك قراءة سورة الفاتحة؟ الم تعلمك امك ؟ انا نفسي ما كنت اعرف اني لا اقرا السورة  قراءة صحيحة ارتعبت من الفكرة نعم على الامهات ان يتعلمن كيف يقرأن سورة الفاتحة ، وعلى الاباء ان يعلمون الابناء الطريقة السليمة،  الخوف كل الخوف اذا كان الاب نفسه لا يقرأ القراءة السليمة ،  قرات السورة بأخطاء لا تغتفر، خجلت من نفسي وانا انظر للمعلمة، وهي تبتسم تقول لتطمئني كلنا جئنا الى هنا لنتعلم ،واذا بي اقول لنفسي نعم علينا كلنا ان نتعلم، لكن المشكلة كيف يدرك الانسان الاخطاء، اذا كل واحد منا يرى في نفسه انه يعرف كل شيء ولا يحتاج الى معرفة الحقيقة التي تعلمتها في الدرس الاول ان الانسان كلما ينضج فكرا يرى في نفسه انه محتاج الى المعرفة فعلا مهما ارتقينا ما زلنا بحاجة الى ان نتعلم

الموضوع السابق أول محاكمات التاريخ يوم القيامة/ قراءة في سورة التكوير

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat